شهد دوار أيت عبو ببلدية قلعة امكونة جريمة قتل مروعة وقعت فصولها الدموية بين الساعة الواحدة والثالثة صباحا من يوم السبت الماضي. وتعود تفاصيل الحادث، حسب ما أفادتنا به مصادر مطلعة، إلى الساعات الأخيرة من ليلة الجمعة وبداية الساعات الأولى من يوم السبت، حيث كان الضحية المدعو (أ.س) والملقب ب”كولمان”، البالغ من العمر 42 سنة، في جلسة خاصة بمعاقرة الخمر رفقة ثلاثة من ندمائه. وبعد أن لعبت هذه الأخيرة بالرؤوس، قرر الضحية استكمال سهرته على حساب جاره، حيث توجه رأسا إلى منزله، وأخذ يكيل له مختلف أنواع السباب والكلام النابي في ساعات الليل المتأخرة والناس نيام، ولم يكتف بذلك، بل شرع يرجم منزل الجار بالحجارة، وفي تلك الأثناء خرج الابن البكر للجار، وهو كهل في عقده الرابع، وطلب من الضحية مغادرة المكان ومراعاة حرمة الجوار، وأيضا حقوق الساكنة في الهدوء والسكينة، غير أن القتيل، وفي غمرة سكره الطافح، رفض، ورفع عقيرته بسباب أكثر حدة وعنفا، بل توجه إلى شجيرات الزيتون التي يمتلكها جاره وراح يقصفها على مرأى من الابن القاتل، وقتها تطوّر الأمر إلى مشادة بالأيدي وتبادل الضرب واللكم قبل أن يلتقط الجاني منجلا صغيرا ويزرعها في صدغ الضحية، ليلفظ هذا الأخير أنفاسه فورا. وقد أكدت أسرة الجاني وبعض الجيران على الممارسات الاستفزازية التي كان القتيل يأتيها بحق جاره باستمرار، حيث كان كلما لعبت الكأس برأسه يقصد منزل الجار، ويبدأ في السباب والكلام الساقط، بل كثيرا ما كان يتحرش ببنت الجار وأسرته عموما، ويتمادى في أفعاله ليلا ونهارا، ولعل هذا ما جعل الكيل يطفح – كما أفاد بعض الشهود- ليقرّر ابن الجار مواجهة غريم الأسرة، وإيقافه عند حده في تلك الليلة الباردة. من جهة أخرى، أفاد بعض سكان الدوار أن الهالك (وهو جندي مغربي سابق في الإمارات العربية المتحدة) معروف بسلوكاته المنحرفة التي قوامها البطش والاعتداء، إذ لم يسلم من لسانه ويديه أحد من الساكنة، فهو سكير محترف، كما يتاجر في الخمور، و”ماء الحياة” (الماحيا) خصوصا، وقد سبق للساكنة أن رفعت شكايات ضده إلى السلطات المعنية، دون أن يتم ردعه، حتى جاءت نهايته على هذا الشكل المريع. هذا، وقد ألقت مصالح الدرك الملكي بقلعة امكونة القبض على الجاني بمعية ثلاث أشخاص من أسرته يحتمل ضلوعهم في عملية الاعتداء، حيث يخضعون الآن للتحقيق من أجل معرفة ملابسات الواقعة وحيثياتها، كما اعتقل رفاق الضحية أيضا بتهمة عدم التبليغ، وقدّم الجميع للعدالة لتقول كلمتها. وجدير بالذكر أن بعض هيئات المجتمع المدني والكثير من السكان بمدينة قلعة مكونة،أضحو يشتكون مؤخرا مما وصفوه انفلاتا أمنيا بمدينة الورود، وارتفعت الكثير من الأصوات الداعية إلى إحداث مفوضية للشرطة بالمدينة بعد انتشار جرائم القتل، والإتجار في المسكرات خاصة “ماء الحياة” فضلا عن انتشار الدعارة بشكل مخيف.