من الواجب على جميع المغاربة أن لا يتركوا أحدا يعبث بالقوانين المتفق عليها وخصوصا سن الرشد التي تحددت بثمانية عشر عاما. فإدا كان البالغ هذا السن يتمتع بالحقوق الدستورية في الانتخابات ذكرا كان أم أنثى، فبأي منطق يطلب الطالبون استثناءات في قضية التزويج ويقترحون عرقلة القوانين واللعب بها لتمكين القاصرين التزاوج وهم لا يستطيعون المشاركة في الانتخابات بعد؟ هذا عبث ولا مبرر له بالمرة مهما كانت المبررات، ومهما كانت حكمة القضاة. مقترح تعديل المواد القانونية في هذا الاتجاه يعكس التخلف والعبث بمصير الشابات بالخصوص لتسهيل تمتع المرضى من الذكور بممارسة الجنس قانونيا مع القاصرات. المبررات الدينية التي يلجأ إليها جهابذة الفتيا لا أساس لها من الصحة لأن المسلمين ليسوا ملزمين بالتباع الرسول الكريم في كل شيء وإلا لماذا لا ندافع عن الاقتداء به في عدد الزوجات وقد توفي عليه السلام عن ثمانية وقيل تسعة وكان قد عقد على أكثر. إن المقترح القانوني الذي يرمي حزب العدالة والتنمية تشريعه في المغرب سيفتح بابا للعبث بأطفال المغرب وسيفتح باب التدخلات والرشاوي وسيضع أمام القضاة كنزا قد لا يتردد البعض منهم من استغلاله إلى أبعد الحدود وسيدر على البعض منهم مكاسب مادية مزجية وسيستطيعون دائما الدفاع عن موافقاتهم للقاصرين والقاصرات بالزواج متذرعين بمصلحة المعنيين بالرغم من أن مصلحة القاصرين تكمن في متابعة التمدرس والتعليم إلى حين بلوغ السن القانونية على الأقل. أعرف شخصيا بنتا في غاية الجمال والأخلاق قد تجاوزت بقليل السادسة عشر من عمرها وهي ما تزال تذهب إلى المدرسة وهي من أقربائي وفي غاية الحشمة واللطف. توفي والدها حديثا وأرادت أمها تزويجها إلى أحد أقربائها،فانطلقت التدخلات والمساعي للحصول على الموافقة والإذن من القاضي أو القضاة والسلطات المعنية وكم كنت سعيدا عندما سمعت عن الصعوبات للحصول على الإذن لكن أمل السعاة لم ينقطع ويزيدنا ذلك حسرة. تدخلت لإرجاء الأمر إلى حين بلوغ الفتاة سن الرشد وما كان الجواب إلا أن العريس ينتظر بفارغ الصبر وسنحاول ولوج جميع الأبواب ليتم الزواج ونرتاح من هموم مسئولية إعاشة فم آخر من قبل أم لا تستطيع إعالة نفسها وربما فتح زواج ابنتها باب الخير عليها وعلى ابنها الوحيد الذي ما يزال لم يكمل دراسته الثانوية. العائلة تعرف أنني ضد هذا الزواج المبكر للبنت القاصر فقطعت التواصل لترتاح من اعتراضاتي ضاربة عرض الحائط "باصبروا وصابروا", هذه الحالة ليست يتيمة لسوئ الحظ في المجتمعات الإسلامية ويا حبذا لو تدخل العقلاء لوضع حد لهكذا مهزلة واللعب بمستقبل القاصرين والقاصرات لإشباع نزوات الشواذ والمرضى في مجتمعاتنا ولا تقتضي المصلحة إلا العناية بأطفالنا والجدية في تربيتهم حتى يبلغوا سن الرشد ليستطيعوا اتخاذ القرارات الحيوية في حياتهم بكل اطمئنان على مستقبلهم وقدوة الرسول عليه السلام هي في الصلاح والفلاح والخير والتعقل ومصلحة الأمة وليس في تزويج القاصرات وإشباع الرغبات الجنسية لبعض المرضي من الناس, الدكتور عبد الغاني بوشوار