نظم طلبة شعبة اللغات الأجنبية التطبيقية بالكلية المتعددة التخصصات بتارودانت يوم 25 نونبر حملة تضامنية واسعة مع سكان منطقة تمارووت، تم من خلالها توزيع الملابس و الأدوية على ساكنة المنطقة. و تدخل هذه التظاهرة ضمن وحدة دراسية اختير فيها تعويض الدروس النظرية بعمل تطبيقي اجتماعي، و كما جاء في تصريح السيد "عبد اللطيف حمادي" عميد الكلية فهذه الحملة تدخل ضمن استراتيجية تبنتها الإدارة و هي تقوم على حث الطلبة على تطبيق مكتسباتهم التعليمية النظرية على أرض الواقع و إدراج مثل هذه التظاهرات ضمن وحدات تدريسية و تمكينهم من الانخراط في المجتمع و هذا في انتظار تعميم هذا المخطط على جميع الشعب المدرسة في الكلية. منطقة تمارووت التي تبعد عن مدينة تارودانت بحوالي 65 كيلومتر و تتميز بطبيعتها الخلابة و جوها الرطب و هي المنطقة التي استفادت من هذه الحملة التي رحبت بها الساكنة ترحيب فاق توقعات اللجنة المنظمة و أيضا الهيئة الصحفية التي واكبت الحدث . فقد تفاجأ الجميع بحفاوة الاستقبال الذي قام به تلاميذ و تلميذات مجموعة مدارس تمارووت. ابتدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. تلته كلمة الطلبة المنتمين للمنطقة، ثم كلمة الأستاذة لمياء بنجلون المسؤولة عن شعبة اللغات الأجنبية المطبقة بالكلية و هي أيضا الأستاذة المؤطرة لهذه التظاهرة ثم كلمة لمدير مجموعة مدارس تمارووت الذي لم يخفي استحسانه لهذه الالتفاتة من الطلبة و عبر كذلك عن جزيل شكره لهم و لإدارة الكلية ككل. كما عبرت الأستاذة نادية شوقي و هي أستاذة بالمؤسسة باسم جميع زملائها عن ترحيبها بهذه الحملة التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة. وقد عبرت الأستاذة لمياء بنجلون عن سعادتها بالعمل الذي قام به طلبتها كما عبرت عن رغبتها في حثهم على الانفتاح على المجتمع و تمكينهم من الإنخراط في بلورة المهارات و الكفاءات اللازمة للمساهمة في خدمة قضايا الوطن و مصالح المواطنين ، كما صرحت بعزم إدارة الكلية على جعل هذه الأخيرة مشتلا للتربية على قيم المواطنة المتضامنة. و قد تخللت هذه الحملة التضامنية مجموعة من الورشات الثقافية التي استفاد منها تلاميذ و تلميذات المؤسسة و التي ابتدأت بورشة كبيرة لغرس الأشجار في المدرسة و صباغة الجدران و تزيين واجهات المؤسسة برسوم تعبيرية جميلة و التي دامت ليومين. ثم ورشات الرسم و التلوين و الحناء وإجراء مسابقات فنية و قد لاقت إعجاب التلاميذ. و قد شملت هذه التظاهرة أيضا حملة طبية استفاد من خلالها ساكنة المنطقة من استشارات طبية و توزيع الأدوية على المرضى. وفي نهاية الحفل تم توزيع الملابس و بعض الهدايا على الأطفال. و في تصريح للطالب عبد الله اوفقير بالنيابة عن مجموع الطلبة القائمين على هذه الحملة الذي عبرعن سعادته بالنجاح الذي حققته، وفي ما يخص مراحل التحضير و التمويل للحدث استفاد من دعم بعض الشركات و المؤسسات و المحسنين الذين ساهموا بمبالغ مالية و مساهمات عينية جد مهمة. كما قام الطلبة بجمع أعداد كبيرة جدا من الملابس ساهم بها تلاميذ المؤسسات التعليمية بمدينة تارودانت. يذكر أن هذه الحملة عرفت حضور العديد من الأشخاص المتطوعين سواء من أبناء المنطقة أو من خارجها، و من بينهم الفنان الأمازيغي "حسن أنضام" الذي قام بتقديم الحفل، و الدكتور "مصطفى ايسيوي" و مجموعة من الطلبة الجمعويين الذين ساهموا في تنشيط فقرات الحفل. جدير بالذكر أن طلبة الكلية قاموا بمجهود جبار يحسب لهم فقد عرفت هذه الحملة نجاحا باهرا و ذلك لم يكن بمحض الصدفة و انما نتيجة لمجهودات كبيرة و تنظيم محكم و أيضا هذا التفوق راجع للحس التضامني الاجتماعي الذي يتمتع به هؤلاء الشباب.