تفاقمت معاناة ساكنة أكادير الكبير بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث باتت أزمة النقل الحضري عبئًا يوميًا على المواطنين وسط غياب تفاعل ملموس من المسؤولين المحليين. معاناة السكان تتجلى في تهالك حافلات شركة "ألزا"، التي لم تجدد أسطولها منذ عام 2010، رغم توسع نطاق خدماتها ليشمل عمالات أخرى. أهتراء الحافلات وتكرار حوادث احتراقها، مثل الحادثة التي شهدتها طريق تدارت أنزا، يبرز غياب الصيانة الدورية ومراقبة السلامة، ما يهدد حياة الركاب. رغم التغيرات الديموغرافية والعمرانية التي شهدتها المنطقة على مدار 15 عامًا، لم تُضف الشركة عددًا كافيًا من الحافلات لتلبية الطلب المتزايد. بدلاً من ذلك، يُلاحظ تكديس الركاب بأعداد تتجاوز السعة القصوى، حيث يتجاوز عدد الركاب أحيانًا 90 شخصًا على خطوط مثل 31 و32، خاصة خلال ساعات الذروة. إلى جانب ذلك، أصبحت ممارسات بعض سائقي سيارات الأجرة تشكل عبئًا إضافيًا، إذ يُفضلون نقل الأجانب ويرفضون حمل المواطنين في مناطق مثل تغازوت، تمراغت، أورير، وأحيانًا أنزا، دون أي تدخل أو مراقبة تذكر من السلطات المختصة. هذه الأزمة تفاقم معاناة المرضى، كبار السن، والطلبة الذين يجدون صعوبة بالغة في الوصول إلى المؤسسات الصحية والتعليمية. يتجسد المشكل بشكل صارخ عندما تمر حافلات مكتظة دون توقف، مما يُجبرهم على انتظار طويل ومعاناة متكررة. الوضع يستدعي تدخلاً عاجلًا من قبل مصالح وزارة الداخلية، نظرًا لعجز السلطات المحلية عن إيجاد حلول فعالة لهذه الأزمة المتفاقمة. استمرارية الوضع الحالي تهدد بزيادة معاناة الساكنة وتفاقم الشعور بالإهمال، ما يضع الحاجة إلى خطة نقل حضري مستدامة على رأس أولويات المسؤولين.