شهدت منطقة أورير، يوم الأحد 19 يناير 2025، اختتام النسخة الثانية عشرة من ملتقى إغير ن ءوكادير للثقافة والسياحة، الذي نظمته جمعية إغير ن ءوكادير بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، ومركز سوس ماسة للتنمية الثقافية. الملتقى، الذي امتد على مدى ثلاثة أيام، جاء احتفاءً بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975، التي تكتسي هذه السنة طابعًا خاصًا بعد الإقرار الملكي بجعل 14 يناير عيدًا وطنيًا ويوم عطلة مؤدى عنه. مزيج من الإبداع الفني والاحتفاء بالتراث اختتمت فعاليات الملتقى بأمسية فنية استثنائية، أضاءها فنانون مرموقون، من بينهم لحسن أنير، فاطمة تمنارت، وكريم نجوم سوس، إلى جانب عروض فلكلورية أحواش حاحا وكناوة أناروز أورير، التي أضفت على الحفل طابعًا تراثيًا تفاعل معه الجمهور بحماس كبير. كما تميزت الأمسية بتكريم شخصيات بارزة ساهمت في خدمة الثقافة والمجتمع، من بينها الحقوقية فاطمة الشعبي، الإعلامي مبارك أدمولود، والأستاذ والمربي خليد سكوتي، تكريمًا لجهودهم البارزة. التعريف بالموروث الأمازيغي وجذب السياح لم يكن الملتقى مجرد حدث احتفالي، بل شكل فرصة لتعزيز السياحة الثقافية في أورير، حيث تم تنظيم يوم للتذوق بشاطئ إيموران، استقطب عددًا من السياح الأجانب الذين تعرفوا عن قرب على العادات الأمازيغية المتوارثة، في مشهد يجسد قيم التسامح والتعايش. فعاليات متنوعة تسلط الضوء على التراث شهدت النسخة الثانية عشرة أنشطة متميزة، منها مسابقة في فن الطبخ الأمازيغي، نظمتها متدربات النادي النسوي بأورير بالتعاون مع جمعية توكمان، حيث تنافس المشاركون على إعداد أطباق أمازيغية تقليدية نالت إعجاب الحضور. كما تضمن الملتقى عرضًا للأزياء الأمازيغية، أبرز أناقة وتفاصيل الزي التقليدي الأمازيغي. تطلعات تنموية وفرص استثمارية وفي إطار مناقشة آفاق التنمية المحلية، تم تقديم عرض بعنوان "كأس العالم 2030: أفق استثماري للطبخ واللباس المحليين وتمكين المرأة"، من تأطير رئيس جمعية مبادرة سوس ماسة، الذي استعرض الفرص الاقتصادية التي يمكن أن تتيحها هذه التظاهرة العالمية للمنطقة. ملتقى الوفاء والتألق المستمر يثبت ملتقى إغير ن ءوكادير، عامًا بعد عام، أنه محطة ثقافية وسياحية بارزة تعزز الهوية الأمازيغية وتكرم روادها. إذ يجمع بين الفن، التراث، والتكريم، ليظل نموذجًا للإشعاع الثقافي في منطقة سوس ماسة، وعنوانًا للتميز والوفاء.