توفي جان ماري لوبان، مؤسس حزب الجبهة الوطنية الفرنسي اليميني المتطرف، عن عمر ناهز 96 عامًا. لوبان، الذي كان شخصية محورية ومثيرة للجدل في السياسة الفرنسية، اشتهر بخطابه الناري المناهض للهجرة والتعددية الثقافية، وهو خطاب جعله يحظى بدعم قوي من أنصاره، بينما جلب له إدانات واسعة النطاق داخل فرنسا وخارجها. على مدى عقود، لعب لوبان دورًا بارزًا في تشكيل تيار اليمين المتطرف في أوروبا، حيث أثارت تصريحاته استفزازًا واسعًا، من بينها إنكاره للمحرقة النازية، وهو ما أدى إلى إدانته قضائيًا عدة مرات. في عام 1987، دعا لوبان إلى عزل المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) في منشآت خاصة، وهو تصريح أثار استنكارًا واسعًا وزعزع استقرار تحالفاته السياسية. رغم التحديات، استطاع لوبان تحويل الجبهة الوطنية إلى قوة سياسية حقيقية في فرنسا، حيث حقق حزبه مكاسب انتخابية كبيرة خلال مسيرته، ما جعله شخصية لا يمكن تجاهلها في السياسة الفرنسية. ومع ذلك، فإن خطاباته المثيرة للانقسام جعلت منه رمزًا للاستقطاب بين مناصريه وخصومه. لوبان، الذي دخل عالم السياسة في الخمسينيات، قاد حزبه لعدة عقود قبل أن يفسح المجال لابنته مارين لوبان، التي واصلت إرثه السياسي ولكن مع نهج أقل تطرفًا ظاهريًا في محاولة لجذب شريحة أوسع من الناخبين. وفاة لوبان تُغلق فصلًا من فصول السياسة الفرنسية التي شهدت صعود خطاب اليمين المتطرف إلى الواجهة، حيث ستظل إرثه وأفكاره موضوعًا للنقاش والتأمل لفترة طويلة في المستقبل.