القصر الكبير : مصطفى منيغ أراد تلطيف الجو بينه والسعودية فطلب منها الموافقة على عقد لقائه والزعيم الروسي بوتين ، اعتراف مبطن بهدف يتخطى مثل اللقاء مرَّتَيْن ، قطع الطريق على مصر بردِّ الصفعة صفعتين ، وإيقاف حماس السعودية وهي الأبعد عن تمكين غزة بكل حقوقها فقط مسافة خطوتين . المملكة العربية السعودية مُدركة أنَّ أهَمَّ الأهَمِّ المتطلع إليه مستقبلها السياسي أن تكونَ قادرة للحفاظ على أمرَيْن ، ريادتها للعرب بتشبثها المطلق لما يخص سيادتهم على أراضي دولهم من المحيط إلى الخليج ونفسه الموقف مع كل المسلمين ، وهذا يتنافى وسياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي ابتدع ترامب ما يحول به القيم المتعارف عليها دولياً مجرد ماضي ولا يستحق لفقدانه كلية حتى الشعور بالحنين ، سياسة عمودها الفقري القوة الحق والأخلاق والنيات الحسنة والمجاملة والحياء والأحاسيس الإنسانية وتقديم الصدق وعدم الخيانة والتمسك بالوطنية والعدالة والمساواة والديمقراطية كلها وسائل تعرقل المستحقين ، للعيش داخل نمط اكتفاء ذاتي لا يهم مصدره بل إحضاره عن تنافس للاستحواذ غير المعترف لا بالمحكمة الدولية ولا بهيأة الأمم ولا بما فوق الأرض من قوانين ، ومثل النهج بدء من تأخير فادح لن يكون معه لا عقل ولا تفكير ولا دين ، مجرد مخلوقات لا يحصرها مكان ولا تنتبه لمرور زمان تخشى ما يكبرها حجماً ليس بينها هذا ثريٌّ وآخر مسكين ، سياسة يعتقد ترامب أنه بها سيخدم عظمة أمريكا بتعظيمها أزيد وأكثر والواقع أنه يجعلها بين كماشتَيْن ، كراهية العالم لإدارتها ولو لمدة أربع سنين ، وتهيئ الفرصة لجمهورية الصين ، أن تحلَّ محلها لسببَيْن ، التطوُّر القابل للتطوُّرِ بالتطوُّر المبني على الاجتهاد الفكري والإبداع ألمجالي مهما كان الصعيد تكنولوجياً أو اقتصادياً أو عسكرياً وعدم سلب حقوق الدول المستقلَّة بنشر الفتن فيما بينها لزرع عِللِ الشَّك في نفوس أهاليها بدل سلامة الاستقرار كيقين. اختيار ترامب للسعودية لم يحدث اعتباطاً بل لمسح قلقها ممَّا صرَّح به شريكه في حماقة إفراغ غزة من أهلها الشرعيين ، نتنياهو الواقع الآن بين مصيبتَين ، ما تستعدُّ به جمهورية مصر العربية وهي تغطي أرض سيناء بمعدات عسكرية قادرة على سحق الكيان الصهيوني على مرحلة واحدة وليست مرحلتين ، وما لحق بمصر من مؤيدي دفاعها عن الحق الفلسطيني كالجزائريين ، المستعدة دولتهم الانضمام لما تراه مصر كباقي الدول العربية الحل الأمثل لوضع حد لمهزلة ترامب وخلفه صاحب الوجهين ، أحدهما لليهودي اليميني المتطرف الكاره للعرب ودينهم والثاني المسجل كمبحوث عنه دوليا ضمن قائمة المجرمين . الرئيس بوتين الرابح الأساس في اللقاء لما تتحلى روسيا من صريح الاحترام والتعامل الند للند مع المملكة المؤيدة مثلها رفض مقترح ترامب جملة وتفصيلا فيما يخص غزة قلعة المجاهدين ، ومهما حاول الرئيس الأمريكي من حين لحين ، فرض أي وعد لتشتيت الوحدة العربية لترك مصر معزولة ولن تجد أمامها إلا الرضوخ لمطلبين ، الموافقة على إصرار ترامب عدم ترك غزة لحالها لتنفيذ مشروعه الذي لم يعد خفياً على أحد وسحب قوتها من سيناء لاستقبال المهجَّرين . المملكة العربية السعودية أظهرت في الآونة الأخيرة أن مصيرها مرتبط بمصير أمتها العربية ومصر قلب هذه الأمة النابض لذا تاركة ستكون لترامب كي يتحدث كما يشاء خارج لقائه مع الرئيس بوتين ثم يعود من حيث أتى فارغ اليدين ، وما أن يصل البيت الأبيض حتى تلاحقه صدمة قد تجعله يرتب أفكاره من جديد والعرب قد عزموا على مسح ما كان مكتوباً عليهم زمناً بالانبطاح لإرادة حكام الأمريكيين ، بمنظفات كفاح ومنها (إن لزم الأمر) المواجهة بنفس السلاح المضاف اليه الإيمان الصادق بما بشَّر دينهم الإسلام المؤمنين ، الناصرين الحق بالسعادة الروحية في الدارين .