تساوى فيلم التشويق البابوي "كونكلايف" وشريط "ذي بروتاليست" الضخم في عدد جوائز بافتا السينمائية البريطانية التي نالاها مساء الأحد في لندن، إذ حصد كل منهما أربعا منها؛ فيما اكتفى "إميليا بيريز" في خضم الضجة المثارة في شأنه باثنتين، قبل 15 يوما من استحقاق الأوسكار. وانتزع "كونكلايف" Conclave للألماني إدوارد برغر جائزة أفضل فيلم، بينما فاز "ذي بروتاليست" في فئة أفضل مخرج (برايدي كوربت)، وكان لقب أفضل ممثل من نصيب بطله أدريان برودي الذي يؤدي فيه دور مهندس معماري ناج من الهولوكوست. وقال الممثل، الذي يُعد الأوفر حظا للحصول على جائزة الأوسكار بعد أكثر من عشرين عاما على فوزه بها عن دوره في "ذي بيانيست" (2002)، إن "شخصيتي (في +ذي بروتاليست+) أتاحت لي توجيه تحية إلى نضال أسلافي الذين فروا من المجر ولجأوا إلى الولاياتالمتحدة". ومع أن التوقعات كانت تشير إلى منح النجمة ديمي مور جائزة أفضل ممثلة، حققت الأمريكية ميكي ماديسون (25 عاما) المفاجأة بنيلها إياها عن تجسيدها شخصية راقصة تعر في فيلم التشويق النيويوركي "أنورا" للمخرج شون بايكر. واعتلت الممثلة الصاعدة خشبة المسرح مندهشة، وخاطبت الحضور قائلة: "أعلم أنكم لم تكونوا تتوقعون ذلك (...) كان ينبغي أن أكتب شيئا". ووجهت الشكر إلى المخرج لأنه حقق أحلامها. أما "إميليا بيريز" الناطق بالإسبانية للمخرج الفرنسي جاك أوديار عن التحول الجنسي لتاجر مخدرات مكسيكي، فخرج بجائزتين؛ إحداهما تلك المخصصة لأفضل فيلم بغير الإنكليزية، والثانية لأفضل ممثلة في دور ثانوي نالتها زوي سالدانيا التي تؤدي دور المحامية ريتا. وانبرت سالدانيا كعدد من الفائزين الآخرين للدفاع عن مجتمع الميم في وقت يتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراءات متزايدة ضدهم. وأهدت الممثلة جائزتها إلى ابن أخيها المتحول جنسيا مشيرة إلى أنه السبب الأول الذي دفعها إلى المشاركة في هذا الفيلم. "عزيزتي كارلا" أدى اكتشاف تغريدات قديمة عنصرية ومعادية للإسلام للممثلة كارلا صوفيا غاسكون في أواخر كانون يناير إلى نسف حملة هذا الفيلم الغنائي، وإلى الحد من فرص فوزه في بجوائز بافتا التي كان مرشحا لإحدى عشرة منها، وكذلك بالأوسكار، بعدما حصل على عدد من مكافآت غولدن غلوب ومهرجان كان. ورغم غياب غاسكون عن حفلة توزيع جوائز بافتا، خفف أوديار في كلمته من حدة الموقف الذي اتخذه بعد حذف منصة "نتفليكس" صورها من حملتها الترويجية للفيلم، عندما وصف تعليقاتها بأنها "بغيضة" و"لا تُغتفر". وقال: "أود أن أشكر جميع الفنانين الرائعين الذين ساهموا في ولادة هذا الفيلم"، ومن بينهم "عزيزتي زوي، وعزيزتي سيلينا (غوميز) (...) ولكن أيضا أنتِ، عزيزتي كارلا صوفيا. أقبلك". وتعرض "إميليا بيريز"، الذي نال 13 ترشيحا لجوائز الأوسكار، لانتقادات واسعة النطاق في المكسيك أيضا، إذ أخذ عليه كثيرون تناوله بخفة وبطريقة وُصِفَت بالكاريكاتورية مآسي العنف المرتبط بالمخدرات. ومن أبرز النجوم الذين حضروا احتفال الأحد تيموتيه شالاميه وسينثيا إريفو ورالف فاينز في ظل غياب الرئيس الفخري لجوائز بافتا الأمير وليام وزوجته كايت. "مؤسسة بريطانية" حاز "كونكلايف"، الذي يتناول صراعات السلطة أثناء انتخاب بابا جديد في الفاتيكان، إعجاب الأكاديمية البريطانية التي منحته أربعا من الجوائز ال12 التي كان مرشحا لها، بعد عامين من فوز مخرجه الألماني إدوارد برغر في بافتا عن فيلمه "إفريثينغ إفريوير آل أت وانس". وأمضى برغر نحو سبع سنوات في العمل على هذا الفيلم، كما برايدي كوربت في فيلمه "ذي بروتاليست" الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات تتخللها استراحة. وقال: "إنه خبر سعيد لقطاعنا أن فيلما مماثلا أُنتِج من دون أي تنازلات"، يعد "ذا جدوى تجارية". وفاز الأمريكي كيران كولكين بجائزة أفضل ممثل في دور ثانوي عن دوره في فيلم "إيه ريل بين" A Real Pain للمخرج جيسي إيزنبرغ. وحصل إيزنبرغ كذلك على جائزة أفضل سيناريو عن فيلمه الكوميدي الذي يدور حول اثنين من أبناء العمومة اليهود يقومان برحلة تتعلق بالهولوكوست في بولندا. ونال الجزء الجديد من سلسلة أفلام "والاس أند غروميت" وعنوانه "فنجنس موست فول" Vengeance Most Fowl جائزتين؛ إحداهما تلك المخصصة لفئة الأفلام التحريكية. أما "ديون 2" Dune: Part Two لدوني فيلنوف والفيلم الغنائي "ويكد" Wicked اللذان حققنا نجاحا تجاريا، فاكتفيا بجوائز في فئات تقنية. واقتصرت الجوائز التي نالها فيلم الرعب النسوي "ذي سبستنس" The Substance للفرنسية كورالي فارجا على واحدة هي تلك المخصصة للتبرج وتسريح الشعر.