هل يقتني المغرب منظومة S400 الروسية؟ وسط العلاقات المتنامية بين المغرب وفيدرالية روسيا، وعلى خلفية تقارير نشرتها وكالة "سبوتنيك" الروسية الرسمية، تُثار تكهنات حول نية القوات المسلحة الملكية المغربية اقتناء المنظومة الدفاعية المتطورة S400. يأتي هذا ضمن اهتمام مشترك من 13 دولة أخرى بهذه التقنية العسكرية الحديثة. ومع ذلك، تبدو هذه التكهنات محل شكوك بالنظر إلى تصريحات بعض الخبراء في المجال. عوامل فنية واستراتيجية عبد الرحمان مكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، أبدى في تصريحاته للأسبوعية "الأيام" استبعادًا لهذه الصفقة. وبرر ذلك بعدة نقاط جوهرية: محدودية الأداء أمام التحديات الحديثة: رغم السمعة العالية التي تتمتع بها منظومات الدفاع الجوي الروسية، بما في ذلك S400 وS500 وصواريخ إسكندر، إلا أنها كشفت عن نقاط ضعف في مواجهة تقنيات أمريكية مثل منظومة "هيماريس". هذه الأخيرة أظهرت تفوقًا في الحرب الأوكرانية، وهي منظومة يمتلكها المغرب بالفعل. التكلفة مقابل الفعالية: يُعتبر سعر منظومة S400، الذي يصل إلى 300 مليون دولار للوحدة، تحديًا إضافيًا بالنظر إلى فعاليتها المحدودة مقارنة بتكلفتها. وهذا يثير التساؤلات حول جدوى الاستثمار في هذه المنظومة. السياق السياسي والاقتصادي العلاقات المغربية الروسية شهدت تطورًا لافتًا في السنوات الأخيرة على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية. ومع ذلك، فإن التوجه نحو إبرام صفقة تسلح بهذا الحجم قد يواجه عقبات تتجاوز الجانب المالي لتشمل عوامل سياسية، لا سيما في ظل التوازنات الدولية التي يسعى المغرب للحفاظ عليها. بدائل استراتيجية للمغرب يمتلك المغرب خيارات واسعة لتعزيز قدراته الدفاعية، خاصة من خلال التعاون مع الولاياتالمتحدة وأوروبا. هذه الشراكات تُوفر للمملكة أنظمة دفاعية متطورة تتماشى مع احتياجاتها الاستراتيجية، وتضمن توافقها مع التقنيات العسكرية التي تمتلكها. بين التكهنات والواقع رغم الجدل الدائر حول إمكانية اقتناء المغرب لمنظومة S400، تبدو هذه الفرضية ضعيفة بالنظر إلى المعطيات الحالية. فالتحديات التقنية، إلى جانب التكلفة العالية ووجود بدائل أكثر توافقًا مع السياق المغربي، تجعل من الصعب تصور إتمام هذه الصفقة. في الوقت نفسه، يظل النقاش حول تحديث القدرات الدفاعية للمملكة جزءًا من استراتيجيتها لتعزيز موقعها الإقليمي والدولي.