تم العثور بعد صلاة مغرب يوم السبت الماضي بمدينة تارودانت، على جثة مسن يبلغ من العمر 72 سنة ينحدر من منطقة الشياضمة وزوجته من مواليد سنة 1948، مقتولين بطريقة بشعة داخل بيتهما بحي جنان عزيزو وسط المدينة. وفور إشعار المصالح الأمنية بالحادث المأساوي الذي أودى بحياة أبرياء مسنين، تحولت الحي المذكور إلى حدود الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي إلى ثكنة أمنية، وبحضور شهود عيان تم ولوج مسرح الجريمة عبر كسر بوابة المدخل الرئيسي للمنزل، حيث تم العثور على بقع دم تعود لضحايا الفعل الجرمي منتشرة في كل مكان، وداخل غرفة كانت بدورها مغلقة من الخارج وبعد ولوجها عن طريق كسر الباب المؤدي لوسطها. و أول ما أثار انتباه رجال الشرطة وجود جثتي الضحيتين غارقة في الدماء وقد بدأت في التحلل، لتشرع بذلك الفرقة القضائية في البحث عن خيط رفيع قد يقود إلى الكشف عن أسباب الحادث، من جهتها وكما هو معتاد في مثل هذه المناسبات، حلت فرقة عن مسرح الجريمة والشرطة العلمية التابعة للأمن لولائي لأكادير، حيث أخذت البصمات وكل شيء قد يساعدها لفك لغز الجريمة. وبعد تمشيط مسرح الجريمة، تقرر إحالة الجثتين على مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني بأكادير قصد إخضاعهما لتشريح طبي والوقوف على حقيقة الأمر، الذي لا زالت أسبابه مجهولة المصير لدى الجهات المعنية، كل ذلك في انتظار ما ستسفر عنه نتائج الخبرة الطبية، في حين تمكنت المصالح الأمنية وحسب مصدر مقرب من تحديد هوية المشتبه به اعتماد على شهود عيان من أبناء عمومته من المستأجرين لباقي غرف المسكن، وبناء على الأوصاف المدلى بها والتي من خلالها تم وضع صورة تقريبية حسب بعض المصادر عجلت بإصدار مذكرة بحث في حقه. أما اكتشاف الجريمة كما جاءت على لسان شهود عيان بمحيط الجريمة ، فقد جاءت على يد إحدى بنات الضحيتين التي حلت دقائق قبل اكتشاف الجثتين إلى منزلها الأبوي لإحياء صلة الرحم، ليتم الكشف على بقع الدم بالقرب من باب البيت، واسترسالا في معرفة مصير الزوجين، صعدت إلى سطح المنزل حيث ألقت نظرة وسط المنزل لتكتشف بقعا من الدم وسط البهو، لتقوم بعد ذلك بإشعار رجال الأمن الذين هرعوا إلى عين المكان. و حول أسباب ارتكاب الجريمة في حق المجنى عليهما ، فقد عزا أكثر من مصدر أن دوافع الجناية لا تعدوا أن تكون من اجل سرقة أموال وحلي الضحية، مضيفة المصادر أن صاحبة البيت في شخص المجنى عليها كانت تعامل المشتبه بمثابة احد أبناءها بحيث كانت تعتبره بمثابة مساعدها الأيمن في قضاء بعض المأرب، مما اكسبه ثقتها العمياء ، وهو الشيء الذي استغله المبحوث عنه بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار وسبق الترصد والتنكيل بالجثتين، للقيام بفعلته الدنيئة قصد الاستيلاء على المسروقات كما جاء على لسان احد المقربين منه والذي يقطن معه بنفس الشقة التي يكتريها