أكدت النيابة العامة في قضية مصمم الأزياء "محمد داغر" أنه توفي نتيجة إصابته بأكثر من 8 طعنات و تبين لهم عدم وجود أي علامات كسر أو عنف على باب و شرفات و منافذ الشقة و يدل هذا على أن وراء إرتكاب تلك الجريمة الغامضة أحد أصدقاء أو العاملين مع "داغر". وكشف تقرير الطب الشرعي عن وجود آثار دم لشخص آخر يحتمل أن يكون مرتكب الجريمة و أمرت النيابة برفع البصمات من على المنقولات الموجودة بصالة الشقة التي عثر على جثة المجني عليه فيها. و قد بدأت مباحث الجيزة فحص أكثر من 200 فتاة عارضات أزياء و كوافيره و أصدقاء "داغر"... و تبين من التحريات الأولية التي توصلت إليها المباحث أن آخر مشاهدة للمجني عليه كانت في الواحدة بعد منتصف الليل قبل وقوع الجريمة و أنه طلب وجبتين دجاج من مطعم "تاكي" الشهير المتواجد بالمبنى المجاور لسكنه، و صعد عامل المحل إليه و سلمه الطعام و خرج من الشقة. و رجحت المباحث أن يكون وراء الجريمة أحد أصدقاء المجني عليه الذي تناول معه الطعام و من المنتظر الكشف عن بصمات المتهم خلال ساعات بعد فحص العشرات من أصدقاء المجني عليه و عامل المطعم لوجود آثار بصمات ل3 أشخاص و أثر دماء من حذاء رجالي في طرقة الشقة بعد قيام المتهم بتنظيف يديه من الجريمة و رجح رجال المباحث أن يكون المتهم مصابا بجروح نتيجة استخدامه آلة حادة و سقوط دماء منه أثناء الجريمة. وتم العثور على جثة المجني عليه ملقاة أرضاً ما بين غرفة النوم و المطبخ، حيث كان مرتدياً ملابسه كاملة من قميص و بنطلون، و بمناظرة الجثة تبين أن المجني عليه مذبوح من رقبته بآلة حادة "كأس مكسور أو قنينة المكسورة"، كما وجد بجسمه العديد من الطعنات النافذة في الصدر و البطن و الرقبة و الظهر، و هو ما يشير إلى بشاعة الجريمة و رغبة الجاني في الإنتقام من المجني عليه. المعاينة الأولية لرجال المباحث، و التي باشرها اللواء "كمال الدالي"، مدير مباحث الجيزة، و اللواء "أمين عز الدين"، نائب مدير أمن الجيزة، توصلت إلى أن هناك بعثرة في محتويات الشقة، حيث تبين أن الجاني غير ملابسه الملطخة بالدماء، و قام بإلقاء جميع محتويات غرفة النوم أرضاً، مما يرجح أنه كان يبحث عن شيء ما بعينه، و هو المجهول حقيقته لدى الأجهزة الأمنية حتى الآن، كما أنه من غير المعروف ما إذا كان قد تمكن من العثور و الإستيلاء عليه أم فشل في ذلك. تحريات رجال المباحث أكدت أن المجني عليه كانت آخر مشاهدة له في تمام الواحدة و النصف فجر يوم الجريمة، الثلاثاء، و كان عائداً من عمله بمفرده، و صعد إلى الشقة دون أن يكون أحد بصحبته، و هو ما أكده حارس العمارة الذي شاهد المجني عليه يصعد بمفرده. كما أكد بعض من أصدقائه المقربين، أن المجني عليه قام بالإتصال بأحدهم و يدعى "تيتو" فجر ذلك اليوم، عقب إرتكاب الجاني لجريمته، حيث تحدث له بنبرة مبحوحة و هو "مذبوح من رقبته" قبل لفظ أنفاسه الأخيرة، و كانت تلك المكالمة في تمام الخامسة فجراً، إلا أن "تيتو" لم يتمكن من سماع صوت "داغر"، و لم يكن يتوقع أن يكون داغر ضحية جريمة البشعة، كما أوضحوا أن صديقتهم و تدعى "كلارا"، كانت آخر من كان بصحبة المجني عليه قبل إرتكاب الجريمة. وتواصل الإدارة العامة لمباحث الجيزة جهودها لضبط مرتكب الجريمة، حيث بدأ فريق البحث الجنائي، الذي تم تشكيله بإشراف اللواء "فاروق لاشين" مدير أمن الجيزة، و بجهد اللواء "أمين عز الدين" نائب مدير أمن الجيزة، و العميد "فايز أباظة" مدير المباحث الجنائية، و المقدم "محمد فوزي" رئيس مباحث قسم شرطة الدقي، تحرياته للتوصل إلى هوية المتهم المجهول، حيث يتم حالياً فحص "المسجلين خطر" و "الهاربين من السجون" في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى أقارب و أصدقاء المجني عليه و سكان العمارة التي يقيم بها. وكان أول المشتبه بهم من قبل رجال المباحث إثنين من أصدقاء المجني عليه، اللذان كانا يترددان عليه بصفة مستمرة، حيث توصلت التحريات التي أشرف على تنفيذها اللواء "فاروق لاشين"، مدير أمن الجيزة، إلى أن المجني عليه تلقى منهما إتصالات هاتفية قبل وفاته بفترة قصيرة، و يتم التحقيق معهما حالياً بقسم شرطة الدقي، للتوصل إلى أي معلومات تفيد التوصل إلى لغز مقتل "محمد داغر" مصمم الأزياء الشهير. ومن جانب آخر، تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد "محمود خليل" رئيس قطاع مباحث وسط الجيزة لفحص المترددين على المجني عليه و تم فحص العشرات من عارضات الأزياء و المتخصصين في الماكياج و الأزياء و الكوافيرات و كشف فريق البحث أن المجني عليه له علاقات مع المئات بالوسط الفني و يتردد عليه في شقته الكثيرون و رجح رجال المباحث أن يكون وراء الجريمة أحد أصدقائه أو أحد العمال. وأمرت نيابة حوادث شمال الجيزة بالتصريح بدفن جثة المجني عليه "محمد داغر" بعد تشريحها بمشرحة "زينهم" لمعرفة سبب الوفاة و قد شيعت جنازة داغر و حضرها العديد من الفنانين و الإعلاميين.