حسب المعطيات التي تناولتها بعض المواقع والجرائد ان حكام الجزائر جنّدوا ا خلية من مئة عنصر من مختلف الرتب الأمنية والاستخباراتية تحت قيادة جنيرال مهنا لتتبع وبشكل دقيق السيد ناصر بوريطة لحظة تزوله من المطار إلى حين مغادرته... مئة شخص مجهّز بأحدث وسائل المراقبة وتحت أعين الجنيرال من أجل شخص واحد.. ليست لقطة من شريط تخيلي.. أو نكتة لتعظيم شخصية الوزير المغربي.. هي حقيقة توضّح طبيعة المرض الذي اصاب مفاصل هذا النظام الجزائري الذي يبدو من خلال هذا السلوك اننا أمام ما يوصف طبّيا بمرض * البارانويا * ( اي جنون الارتياب والشك كاضطراب نفسي عصبي يشعر به المريض دائماً أنه معرض للاضطهاد والتهديد، والشعور بالخطر والملاحقة من الآخرين، ويكون لدى المريض شكوك غير عقلانية، وعدم الثقة بالآخرين..) ومن يتابع مفردات البرقية التي وزعتها وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية، التي تعد ناطقا باسم الحكومة الجزائرية وممثلا لسياسات الرئيس عبدالمجيد تبون مباشرة بعد مغادرة السيد ناصر بوريطة الجزائر وبهذه الأوصاف "كاذب"، و"متحايل"، و"مزور"، صاحب مناورات "دنيئة وغير لائقة"، وأدلى بتصريحات "تافهة" و"أفكار غبية"، وذو "مبررات سخيفة"، ومُعد ل"سيناريو محبوك سلفا"، و"مستفز"، و"رافض للضيافة الجزائرية المعهودة"، و"متذمر"، ويدلي ب"هراء"، وذو "لعبة صبيانية"، ويمارس "التشويش"، و"لم يرتق إلى مستوى الحدث"، و"مثير للضحك"، وصاحب "مهزلة أضحكت المشاركين"، و"يجر أذيال الخيبة"،.. كل هذا وغيره، في بيان واحد لا يتجاوز 700 كلمة والبقية حشو زائد لتختم قائمة شتائمها بالقول : "إن الدبلوماسية الجزائرية مستمرة في انتصاراتها، وبوريطة سيقضي ليلة أخرى من دون نوم يخطط لضربة قذرة أخرى ضد بلد أصبح في حظيرة الكبار نعم أنا أجزم بأن النطام الجزائري انتصر علينا في هذا الباب.. وان لا أحد ينافسه عالميا في الوقاحة بل والقدرة والشجاعة على نشرها في وكالة رسمية ناطقة باسم الدولة الجزائرية.. لا أحد يرغب في الإنتصار بهذا الأسلوب المعبر عن إفلاس سياسي أخلاقي ولغوّي أيضاً فحفلة الشتائم التي انطلقت بعد أقل من 24 ساعة من انقضاء أعمال القمة العربية، كانت بالأحرى تعبيرا عن العقدة التي كشفت عرائض هذا المرض ( البارانويا) خاصة وان الوزير المغربي رغم كل الإستفزازات ظل هادئا وحذرا وحصيف اللغة، لكي لا يقطع حبال العلاقة المرجوة بين البلدين، ونقل رسالة دعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس للترحيب بالرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لزيارة المغرب من أجل الحوار،بعد أن تعذّر حضوره لأسباب إقليمية كما قيل وإن كان اغلب المهتمّين يرجعون هذا الغياب للمضايقات التي تعرّض لها الوفد المغربي عشية انعقاد القمّة.. كسلوك استباقي من هذا النظام العسكري الخائف من هيبة ووزن حضور العاهل المغربي للقمة مما سيعطي لها معنى بدل جعلها أسيرة شعارات عفا عليها الزمن.. كان العاهل المغربي سيقول بالجزائر لو حضر بأن معركة الصحراء انتهت.. وربحناها بلغة الارقام وليس الشعارات.. لم نربحها سياسيا وعسكري واقتصاديا فحسب بل حضاريّا من خلال هذه النهضة التي عرفتها اقاليمنا الجنوبية نهضة محورها الإنسان المغربي الصحراوي مقارنة مع بؤس الآخرين المحتجزبن في تندوف من أجل تحويلهم إلى مشاريع إرهابيين حاقدين هي المقارنة التي تقول كلّ شيء بين لغة الأرقام والشعارات الفارغة بين ثقافة االحياةوالوصل بين الأنابيب وثقافة الموت بقطع دابر ذات الأنابيب