قد يكون إقصاء المنتخب الجزائري من بطولة كان الإفريقية عادياً وطبيعيّا لو احتكمنا إلى منطق الرياضة وقانون اللعبة.. غير أن العسكر الجزائري كان له منطق آخر بأخذ هذا التنافس الرياضي بين الأمم إلى عناوين أخرى لا تخلوا من خبث واستغلال لأرجل اللاعبين من أجل شرعية داخلية واعتبار هذه الانتصارات إحدى علامات الجزائرالجديدة.. بتسويق صورة الفريق الذي لا ينهزم.. وإذا انهزم ففي الأمر ما يعدو إلى الشك والريبة.. وقد تابع الجميع وخاصة القنوات الأجنبية كيف انتقل بلماضي المدرب من خطة إعداد اللياقة البدنية للفريق إلى اللياقة الشرعيّة عبر استدعاء رقاة العالم.. والآن وشمّاعة الفريق قد سقطت وقد يكون مدوّيا بحجم النفخ فيه أكثر من اللازم عبر بروباغندا العسكر الجزائري.. وقد يكون وضع شنقريحة أسوأ بكثير.. والنظام السياسي أكثر بكثير.. فالهزائم حين تأتي.. تأتي تباعاً.. إلى درجة القول وبدون مبالغة بأن هذا الأسبوع يمكن تسميته بأسبوع الهزائم.. بدءاً بنتائج الزيارة للمبعوث الأممي للجزائر حول النزاع الإقليمي المفتعل بأقاليمنا الجنوبية. دي مستورا" الذى أبلغ لعمامرة بكونه لا يحمل إلاّ ورقة واحدة في حقيبته، و هي أن الدول الخمس في مجلس الأمن ترى في الحكم الذاتي الحل الأنسب للقضية، و لا حل في الأفق غيره.. و أن كل الموائد القادمة ستكون لأجل إجلاء اللاجئين عن المخيمات و ليس الاستقلال. كانت مدة اللقاء قصيرة حسب وسائل الإعلام الدولية.. وكانت تغريدة لعمامرة أقصر بالعودة إلى تكرار أسطوانة آخر مستعمرة أفريقية.. هي تغريدة بطعم الهزيمة وانهيار الجمهورية الوهمية بعد 45 سنة من التمويل والتسليح في غياب أي اعتراف بها، لا بحكم الواقع ولا بحكم القانون، لا من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولا في الجمعية العامة، ولا في حركة عدم الانحياز، ولا في مجموعة السبعة السبعين + الصين، ولا بمنظمة التعاون الإسلامي، ولا بجامعة الدول العربية، ولا بالمنظمة الدولية للفرانكفونية، ولا في اتحاد المغرب العربي.. وكعادتهم بعد كل هزيمة يطلقون العنان لبعض الألسن الوقحة والإساءة لكل ما هو مغربي أفراداً ومؤسسات.. فبقدر ما نتابع بكل شفقة هذا المريض المسمّى الدراجي في الرياضة.. خرج علينا مباشرة بعد جولة المبعوث الأممي أحد ماسحي أحذية الجنيرال نزار المسمى بنسديرة يدعو فيها عموم الصحراويين بالعمل الفدائي داخل العمق المغربي.. هذه الخرجة وبهذا التحريض لا تفسير له إلا حجم الهزيمة الأبدية للنظام العسكري لا غير.. لكي تختم سلسلة الهزائم بتعليق موعد انعقاد القمة العربية بالجزائر حسب تصريح من داخل إدارة الجامعة نفسها.. وهي خلاصة لمجمل الزيارات التى قام بها لعمامرة هذا الأسبوع لدول الخليج زائد مصر.. وكلها تؤكد أن قرار انعقاد القمّة بيد المغرب.. وأن الطريق إلى الجزائر يمرّ عبر الرباط.. رباط الخير.. هذا هو حصاد النظام العسكرى المافيوزي هناك...كرأس القرع أينما لا مسته يتألّم .. ويسيل دماً فأن ينهزم بلماضي.. فقد انتصر يوماً ما.. وقد ينتصر في القادم من الأشهر والسنوات.. تبعاً للمنطق الرياضي.. لكن حين ينهزم لعمامرة الواجهة الخارجية للنظام العسكري الجزائري فعليه أن يعرف أن صفحات التاريخ لا تتضمّن خانة خاصة بالدورة الإستدراكية