يبدو أن نظام العسكر بالجزائر فطن إلى أن سياسته تجاه المغرب المبنية على محاولة التدخل في وحدته الترابية وترويج خطاب الكراهية ضده وضد رموزه ونعته بنعوت لا تمت للأعراف المتعامل بها في العلاقات الدولية بصلة لم تؤت أكلها في ظل سياسة التجاهل والآذان الصماء التي يتبناها المغرب تجاه الجزائر وحماقات قياداتها. ففي الوقت الذي يتفنن فيه الرئيس الفعلي للجزائر الكابران شنقريحة في وصف المغرب بالعدو الكلاسيكي وجار السوء، وكذا دمية نظام العسكر الرئيس الصوري عبد المجيد تبون الذي لا يفوت الفرصة في كل لقاء صحفي دون أن يصف المغرب بأسوأ النعوت، خرج قيدوم خدام نظام العسكر رمطان لعمامرة بتصريح نهاية الأسبوع لموقع "القدس العربي" وصف فيه المغرب بالجار والأخ والصديق، في خطوة مفاجئة أثارت استغراب المتابعين لما يقوم به نظام العسكر منذ مدة من خطوات ضد المغرب ورموزه، متسائلين عن ما الذي تغير بين الأمس واليوم حتى يغير نظام العسكر لهجته تجاه المغرب؟ وقال رمطان لعمامرة الذي حاول خلال هذا اللقاء الصحفي تمرير مجموعة من المغالطات ومحاولة إظهار الجزائر على أنها دولة مناصرة للقضية الفلسطينية وأنها ضد دولة إسرائيل، بأن الجزائر تشعر الآن أنها في مواجهة مع الكيان الصهيوني بعد أن أصبح على حدودها ويوقع اتفاقات عسكرية وأمنية واستخباراتية مع الجار والأخ والصديق. وأضاف لعمامرة بأن الجزائر تسعى نحو لم شمل العرب في مؤتمر القمة القادم من أجل الوصول إلى موقف مشترك من دعم حقوق الشعب الفلسطيني وإعادة التمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 ودون أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول. لعمامرة الذي يدعي بأن الجزائر لا تسعى للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، نسي أو تناسى بأن هذه الجزائر نفسها هي من تجيش إعلامها لمهاجمة المغرب ومحاولة التدخل في شؤونه والدليل هو ردود أفعالها بعد الاتفاقات العسكرية التي وقعها المغرب مع إسرائيل رغم أن الجزائر لا علاقة لها بالموضوع من قريب أو من بعيد، إضافة إلى دعمها لجبهة البوليساريو الإنفصالية ومحاولة التأثير على الوحدة الترابية للمملكة المغربية. إن الدافع الذي جعل رمطان لعمامرة يغير من حدة لهجته تجاه المغرب هو إحساس النظام الجزائري بالعزلة واقتراب نهايته، في ظل الإجماع العربي على مغربية الصحراء ودعم كل الخطوات التي يقوم بها المغرب في سبيل حماية وحدة آراضيه وسيادته عليها، وهو الشيء الذي جسده فتح مجموعة من الدول العربية لقنصلياتها بالعيون والداخلة، ضف إلى ذلك الحديث مرة أخرى عن تأجيل القمة العربية المزمع عقدها بالجزائر مارس المقبل والتي سبق وأن تم تأجيلها، بل إن هناك أخبار حول نقلها من الجزائر وتنظيمها بالسعودية. لم يعد إذن أمام هذا النظام الإرهابي الذي يتجاهل المغرب حماقاته سوى استعمال القضية الفلسطينية واستغلالها من أجل استمالة عواطف الجزائريين ومحاولة تسويق صورة مزيفة على أن هذا النظام يدعم الفلسطينيين في وقت يحتجز الالاف من الصحراوين بمخيمات تندوف على آراضيه في ظروف غير إنسانية، بل ويقتلهم بوحشية كما فعل مع بعض الشبان خلال الأسبوع الماضي.