تعيش مدينة تارودانت هذه الأيام على إيقاع من الفوضى و الاحتجاج، على خلفية ما أقدم عليه بعض سائقي الطاكسيات من احتلال أماكن توقف حافلات النقل الحضري وسط المدينة، وحصر هذه الحافلات و منعها من التحرك أو التوجه في أي اتجاه، ما أدى إلى عرقلة حركة السير وتنقل المواطنين، وخلق بالمقابل نوعا من الرعب والهلع في نفوس مستقليها وكل ذلك أمام مرأى و مسمع السلطات المحلية التي لم تحرك ساكنا لتطويق هذه الظاهرة. هذا، وعلم مراسل “اكادير24″، من مصادر مطلعة أن سبب إقدام سائقي الطاكسيات بتارودانت على هذه الخطوة الاحتجاجية، يأتي بهدف إرغام الحافلات على التوقف في موقف بعيد عن مدخل المدينة، بحكم ما اعتبروه المنافسة الغير الشريفة لسيارات الأجرة، وهي الحركة الاحتجاجية التي دفعت بمصالح البلدية بتارودانت إلى نزع شارات التوقف الخاصة بالحافلات من أماكنها، و إبعاد تلك الحافلات للتوقف خارج أسوار المدينة. إقدام مصالح بلدية تارودانت على هذه الخطوة، أثار استياء ساكنة بعض الدواوير المجاورة للمدينة وعدد من جمعيات المجتمع المدني بالإقليم، ما دفعها إلى توقيع العشرات من العرائض تلتمس من خلالها من عامل الإقليم التدخل لرفع الضرر الذي لحقهم جراء توقف تلك الحافلات بأماكن بعيدة، أماكن ينعدم فيها الأمن و تعرف بتواجد العشرات من المتشردين والمتسكعين، ما يعرض حياة المواطنين وحياة التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بالمدينة إلى الخطر. في سياق متصل، وقع مجموعة من التجار بالمدينة عددا من العرائض يستنكرون من خلالها هذا الإجراء الذي التجأت مصالح بلدية تارودانت، و اصفين إياه بكونه مضرا بمصالحهم وباقتصاد المدينة، وأكدوا في ذات العرائض، بأنه بفضل حافلات النقل الحضاري عرفت أسواق تارودانت توافد العديد من سكان جميع الدواوير القريبة من مركز الإقليم ما ساهم في ازدياد الرواج الاقتصادي وتحريك النشاط الاقتصاد بهذه المدينة. هذا، ومن المنتظر أن تتفاقم مشكلة النقل هذه مع بداية الدخول المدرسي المقبل، ومن شأن ذلك أن يعمق من مشاكل التحصيل الدراسي لدى فئة عريضة من التلاميذ بالخصوص، شأنهم في ذلك شأن باقي مواطني البوادي، كما أن هذا القرار ستكون تداعياته المالية على شركة النقل الحضري كبيرة، ما سيؤدي بمصدر قوت أزيد من 120 أسرة إلى مصير مجهول.