انطلقت، الجمعة 28 فبراير 2020 بأكادير، فعاليات الذكرى ال60 لزلزال أكادير المأساوي، الذي ضرب المدينة في 29 فبراير 1960، وذلك تحت شعار: "أكادير، إرادة ملك .. وعزيمة شعب ..انبعاث مستمر". وتميز انطلاق فعاليات هذه الذكرى، التي تنظمها الجماعة الترابية لأكادير وجهة سوس ماسة تحت إشراف عمالة أكادير إداوتنان وبشراكة مع القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية والفعاليات المدنية، بحضور رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني.
وقال والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، السيد أحمد جحي، في كلمة بالمناسبة، "إن إحياء الذكرى الستين لانطلاق إعادة إعمار أكادير يأتي لاستحضار هذه المسيرة الفذة من الحدث المأساوي للزلزال ومن المراحل المختلفة التي قطعتها هذه المدينة الراسخة الجذور في التاريخ، والمتطلعة دوما نحو المستقبل مفعمة بالأمل". وأضاف أن محنة الزلزال لم تزد هذه المدينة إلا قوة وإيمانا وتساميا على الجراح، وثقة في الغد المشرق، مشيرا إلى أن أكادير أخذت في الانتظام حول مركزها الحضري، بفضاءاته السكنية، ومنطقته الشاطئية ومنتجعاته السياحية بالميناء والمطار والمناطق الصناعية، فغدت بذلك حاضرة لجهة سوس ماسة الغنية بالمؤهلات والإمكانيات المتنوعة التضاريس والمناظر الطبيعية، المتكاملة من حيث المكونات المجالية الزاخرة بالطاقات والمهارات والخبرات البشرية، ذات التراث الثقافي والفني الأصيل والغني والمتنوع، والإشعاع العلمي والروحي العريق العابر للحدود. وأبرز والي الجهة أن مدينة الانبعاث، في العهد الزاهر لجلالة الملك محمد السادس ، تدخل مرحلة جديدة من مسار إقلاعها الاقتصادي ونهضتها الاجتماعية، مشيرا إلى أن هناك عزما أكيدا على تعزيز بنياتها التحتية الأساسية، ودعم شبكتها الطرقية، والعمل على ربطها بالشبكة الوطنية للسكك الحديدية، وتقوية مكانتها الوطنية وتكريس دورها الذي يمنحه لها موقعها الجغرافي الهام، كحاضرة لجهة استراتيجية تشكل حلقة وصل بين شمال وجنوب وشرق المملكة. وذكر السيد حجي ببرنامج التنمية الحضرية للمدينة 2020-2024، الذي ترأس جلالة الملك يوم 4 فبراير 2020، خلال زيارة جلالته الميمونة لجهة سوس ماسة، حفل إطلاقه والتوقيع على الاتفاقية الإطار بشأنه، لتعزيز دور أكادير کقاطرة لتنمية الجهة ككل، وتكريس مكانة هذا الاستثمار المنتج، وتقوية جاذبيتها كوجهة سياحية عالمية، والرفع من مستوى مؤشرات تنميتها البشرية، وتحسين إطار عيش ساكنتها، وتقوية بنياتها التحتية الأساسية، بما في ذلك تعزيز شبكتها الطرقية والرقي بظروف النقل و التنقل بها. يشار إلى أن فعاليات الذكرى ال 60 لزلزال أكادير انطلقت، بعد الترحم على شهداء زلزال أكادير بمشاركة رجال الديانات الثلاث، بحفل تقديم الطابع البريدي المخلد للمناسبة. وستتواصل هذه الفعاليات بتنظيم عدد من الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية من بينها، على الخصوص، "معرض تكريمي مخصص للتعريف بالمهندسين المعماريين المشاركين في تصميم وإنجاز مدينة الإنبعاث "1960-1972" و تنظيم "سباق الذاكرة- سباق على الطريق" و "الكشف الرمزي عن تسمية بعض شوارع المدينة" وتنظيم ندوة وطنية حول "أكادير الإنبعاث: سؤال الذاكرة وتحديات المستقبل"، فضلا عن تنظيم مباراة استعراضية تكريمية في كرة القدم تجمع قدماء المنتخب الوطني وقدماء لاعبي أكادير.