أبدى قاطنو فيلات بلوك 106 حي الشرف بأكادير قبالة مقر القنصلية الفرنسية سابقا تخوفهم من الحياة في "بؤرة الخطر" – حسب وصفهم، التي تجاور العشرات من الفيلات السكنية، مرجعين حالة القلق التي يعيشونها إلى أرض كانت عبارة عن حفرة كبيرة تم ردمها بمبادرة خاصة من أحد سكان الحي قبل أن تتحول إلى أحواش مهملة و مرتعا خصبا لكل الظواهر السلبية الخطيرة وفقا لحديثهم – فيما تحولت أقسام أخرى من هذا الفضاء المهمل إلى مرمى للنفايات ومرتعا للحيوانات الضالة وأماكن لرمي الحيوانات النافقة الأمر الذي جعل المكان برمته أرضا خصبة لإنتاج الروائح الكريهة والأمراض الوبائية، ما ينبئ بكارثة حقيقية في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه. وتمتد هذه الحفرة سابقا، التي تم تعبئتها، على مساحة واسعة من وعاء عقاري يبلغ حوالي 600 متر مربع، وعمقها 250 متر، كان من المفترض فيها، أن تضم ألعاب أطفال ترفيهية ومساحات خضراء، غير أن الأشغال بهذا الفضاء سرعان ما توقفت لأسباب مجهولة، لتترك سكان الحي وسط دوامة من القلق، جراء ما سببه ذلك الفضاء المهمل من مشاكل وخطرا حقيقيا على ساكنة الحي. لدرجة أن الإهمال وصل إلى إلقاء مخلفات المباني في البقعة "البؤرة الخطيرة" بشكل واضح دون رقابةٍ من قبل الجهات المعنية ممثلة في بلدية أكادير والسلطات المختصة. وأشار السكان إلى أن موقع هذه البؤرة "الحفرة سابقا" تحول إلى فضاء آمن للمتسكعين والجانحين ، لافتين إلى أن الإهمال وتراكم المخلفات ومستلزمات الأعمال، جعل من هذا الفضاء بؤرة خصبة لكل العمليات الإجرامية ومكان آمنا يلجأ إليه الجانحين للاختباء وإخفاء أسلحتهم وكثيرا ما تم العثور على أسلحة بيضاء مخبأة داخل هذه البؤرة "الحفرة سابقا". وأوضح السيد "المهدي الشهيب أحد سكان الحي المتضررين أن السكان كثيرا ما يجدون حرجا بالغا، من فتح باب نوافذهم المطلة على هذه البقعة الأرضية فكثيرا ما تصادف وأنت تفتح النافذة أشخاص عراة رفقة العاهرات مما يثير اشمئزاز الساكنة، ويستوجب التدخل العاجل للبحث في أوجه القصور والإهمال. ويشير المهدي الشهيب، إلى أنه يعيش في الحي منذ أكثر من 12 عاما، و أن معاناتهم بدأت منذ أول أيام سكنهم في الحي ولا تزال المعاناة مستمرة. وقال: "إن الإنارة تكاد تكون معدومة في هذه البقعة "الحفرة سابقا" بسبب احتراق المصابيح منذ سنوات، حتى أصبح الظلام الدامس عنواناً لذلك الفضاء المهمل. ويشير المواطن المهدي إلى أن موقع هذه "البؤرة الخطيرة" وفي ظل عدم الاكتراث بها من قبل المجلس الجماعي، ورغم مطالب الساكنة على مدى سنوات بتحسين وضعها أصبح مرتعا للحشرات والزواحف التي بات خطرها هاجسا لدى كل فرد من أفراد الحي، بعد أن تحولت هذه البؤرة إلى فضاء يحتوي على عدد من الأفاعي والعقارب السامة التي شوهدت مرارا وهي تزحف بمحاذاة بوابات الفيلات وأحيانا كثيرة نجدها داخل أسرة النوم الأمر الذي يشكل خطرا حقيقا على السكان خاصة الأطفال بالإضافة إلى ذلك أصبحت هذه "البؤرة" وسطا مقيتا لعيش بعض الحيوانات التي تعتبر مصدر خطر وإزعاج لراحتهم، حيث يتعالى نباح الكلاب الضالة ليلا و طوال ساعات النهار. وأرجعت الساكنة معاناتها إلى أن هذا الفضاء يشهد قصوراً واضحاً في الخدمات التي تقدمها بلدية أكادير لهذا الحي، بعد أن تجاهل المجلس الجماعي لأكادير هذا الحي وترك هذا الفضاء للإهمال والعبث و عدم الصيانة، فالارصفة حولها مفقودة ومصابيح الإنارة معطلة وروائح كريهة تنبعث من هذا الفضاء تهدد سكان صحة الساكنة وتكاثر النفايات في الحاويات تبقى مدة طويلة دون رفعها بالاظافة إلى مخلفات المباني التي أصبحت علامة بارزة لهذا الحي فجميع الأشياء التالفة والمهملة من قبل أصحابها تجثم على صدر الكثير من ساكنة فيلات هذا الحي. وحسب رواية السكان، فإن المجلس الجماعي لأكادير ما بدأ الأشغال في القطعة الأرضية "البؤرة الخطيرة" موضوع الشكاية خلال عهد المجلس السابق حيث جرى تعبيد الطرق ومحاولة السقي بالتنقيط ، قبل أن تتوقف الجهة المعنية لسبب مجهول عن مواصلة تلك الأشغال وتترك "الحفرة الضخمة سابقا على حالها. وتعرض هذه المستلزمات والتجهيزات ، للدمار بعد تركيبها دون الاستفادة منها، موضحين أنهم حرموا من حديقتهم التي كان يفترض فيها أن تكون متنفسا للحي مؤكدين أن جميع طلباتهم المستمرة والملحة على مدى سنوات سابقة باءت بالفشل. واعتبارا للمجهودات التي قام بها أحد سكان الحي وومن ماله الخاص طالبت الساكنة من السلطات المحلية والمجلس الجماعي لأكادير ، بالتدخل الفوري لوضع حد لهذا الخطر الخطير، والاعتناء بهذا الفضاء تماما وتحويله إلى منطقة خضراء مع القيام بصيانته وإصلاح مصابيح الإنارة وكذلك تنقية الفضاء من الأزبال التي أصبحت مقرا للكثير من القطط والكلاب الضالة وكذلك تكثيف عمال النظافة لرفع النفايات ومخلفات المباني.