ساهم الفن الشعبي في مهرجان تيميتار في دورته الثانية عشر في استقطاب أعداد كبيرة من المتفرجين ، وقد تأكد الإقبال المتزايد لحضور فعاليات المهرجان دورة بعد أخرى منذ الحفل الافتتاحي الذي احتضنته ساحة الأمل حيث تجاوز عدد الحضور 60 ألف متفرج وهذا يجد تفسيره في الحضور الوازن للفنانين الذين أحيوا ليالي تيميتار الذي اختتمت فعالياته حتى الساعات الأولى من صباح يومه الأحد 26 يوليوز2015. إقبال جماهيري يفسره الحضور الوازن للفنانين الذين أحيوا ليالي تيميتار، بحضور أزيد من 48 فنان و فرقة موسيقية على 3 خشبات، تجاوز خلاله سقف الجمهور 60 ألف متفرج، وتم تجاوز العدد خلال الحفل الأخير من عمر المهرجان الذي أحيته المغنية اللبنانية ديانا حداد والمغنية الشعبية المغربية زينة الداودية والمجموعة الامازيغية ايت العاتي ، وكذا فرقة أحواش امنتانوت.حيث بلغ عدد المتفرجين أكثر من 120 ألف متفرج في ساحة الأمل، بالإضافة إلى ساحة بيجوان وسط المدينة. فبالإضافة إلى ساكنة أكادير وزوارها انتقلت إلى فضاء المهرجان فئات واسعة من المتفرجين قدموا من بنسركاو والدشيرة وتيكوين وإنزكان وأيت ملول ومناطق أخرى كما سجلنا كذلك حضور زوار ومتفرجين من السياح ومن زوار أكادير من المغاربة القادمين من مدن أخرى كالصويرة ومراكش والبيضاء وفاس وغيرها. عموما يمكن القول، أن الحضور الجماهيري الغفير الذي حضر فعاليات مهرجان تيميتار في دورته الثانية عشر نكهة خاصة مكنته من تحقيق النجاح المرغوب فيه، ففي اليوم الأخير من المهرجان، انتشى فيه جمهور تيميتار بالصوت الجهوري للفنانة اللبنانية المتألقة حداد التي لا زالت أغانيها تلقى رواجا كبيرا في الساحة الغنائية العربية منذ تسعينيات القرن الماضي، خاصة لدى فئة الشباب. وقد ردد الجمهور مع الفنانة اللبنانية مقاطع من أغانيها المعروفة التي تمزج بين الإيقاعات الخفيفة والأنغام الطروبة. كما لا يمكن إغفال الحفل المميز الذي أحيته الفنانة الشعبية المغربية زينة الدودية التي ألهبت حماس جمهور مهرجان تيميتار الذي عبر عن تجاوب منقطع النظير مع أغاني هذه الفنانة التي أصبحت خلال السنوات الأخيرة علامة بارزة في المشهد الغنائي الشعبي المغربي، في شقه المتعلق بفنون العيطة. وهذا ما تجسد مساء أمس بشكل جلي في ساحة الأمل بأكادير حيث ظل الجمهور يردد مع الفنانة الداودية مقاطع من أغانيها على امتداد فترة صعودها فوق خشبة المهرجان. ويمكن القول كذلك، أن السهرة الختامية لمهرجان تيميتار في دورته 12 جاءت تجسيدا للشعار الذي رفعه المهرجان منذ الدورة الأولى الفنانون الأمازيغ يستقبلون موسيقى العالم وذلك بحضور مجموعة « أحواش إمنتانوت » للطرب الشعبي الأمازيغي الأصيل، والتي أدت وصلات من فن أحواش جعلت فئات عريضة من الشباب المتتبع للسهرة الختامية للمهرجان يتجاوب معها من خلال أداء رقصات تتلاءم مع هذا النمط من التعبير الفني المتجذر في عمق المشهد الثقافي المغربي المتعدد الروافد. مهرجان تيميتار ظل وفيا لدوراته السابقة لكونه راعى من حيث البرمجة استجابة كل الأذواق المغربية وحقق رغبات جميع أبناء المنطقة وزوارها بحضور الموسيقى الإفريقية فقد شكل الفل الذي أحياه فيوفاركا توري من مالي، وفن الراي من خلال المطرب الشاب رضى الطلياني نقطة مضيئة أنارت هذه الدورة. إلى جانب حضور الموسيقى الأفروأمريكية بمشاركة الفرقة الموسيقية المعروفة بأداء هذا النمط الغنائي وهي فرقة » فريدونيا سول »، وكذلك الشأن بالنسبة لموسيقى أمريكا اللاتينية التي كانت حاضرة أيضا من خلال المطرب الكولومبي يوري بوين افينتورا. ومما أعطى لهذا المهرجان صبغة خاصة الحضور الفعلي والوازن لعدد من زملاء السيد عزيز أخنوش في الحكومة طيلة أيام المهرجان ومعهم والي جهة سوس ماسة درعة ورئيس مجلس الجهة الذين حرصوا أشد الحرص على حضور وتتبع كل فقرات المهرجان على مدى أربعة أيام، نذكر منهم محمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية والمامون بوهدود وزير منتدب لدى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي المكلف بالمقاولات، وهو ما شكل مرة أخرى دفعة قوية وموفقة للمهرجان. كما أنه شكل في نفس الوقت دعم معنوي إضافي للمنظمين لبذل قصارى الجهود لتحقيق النجاح المرغوب فيه. واستقطاب عدد من السواح المغاربة والأجانب وهذا هو المطلوب من المهرجانات الثقافية والفنية التي تعطي الإشعاع اللازم للمدن. ويكون لها في نفس الوقت تأثيرات جد إيجابية على الحياة الاقتصادية بالجهة ككل وتحريك الحياة السياحية بالمنطقة.