بات إفساد الأخلاق ظاهرة خطيرة جدا تعمل عليها بعض الجهات لطمس هوية المجتمع والتحكم في شبابه وشاباته، وخطورتها تغزوا كافة الجوانب السياسية والاجتماعية والإعلامية … وتلقي بظلالها على كل الأفراد وعلى المجتمع والدولة. وأول ما تعمد إلى إفساده هو العمل على تفكيك الأسر، والتفكك الأسري عامل قوي جدا لفساد الأبناء وضياع القيم، فتنتشر الرذائل التي تعجل بهدم كيان المجتمع الذي تنتشر فيه، حيث ينتشر العهر والخيانة وقطع صلة الأرحام والعداوة والبغضاء والتهاجر وعدم الثقة بين الناس واختفاء الأمانة وانتشار الدعارة والفجور.. ومساوئ كثيرة هي أشبه ما تكون بالمسامير في النعش. وتنتشر الفاحشة بكل مظاهرها سرا وجهرا، فتضيع الحقوق وتختل موازين العدل بين الناس، ولهذا فسدت ضمائر الكثير، فتجد المفسد يصبح مصلح وصاحب المروءة يصبح مشكوك فيه و ناشر الفجور يصبح صادقا محقا. ومن الوسائل التي ابتلي بها المغاربة وفي عقر دارهم، برامج مسمومة تداع على قنواتهم الرسمية. فقبل المشاركة في هذه البرامج يتم اختيار الأزواج اللذين سيشاركون وذلك وفق نظام معين وشروط ملزمة تتماشى مع الهدف الذي يتم تحديده، وبالمواصفات التي يجب أن تكون في المشاركين، هذه المواصفات تعطى فيها الأولويات للذين يمكن أن يجلبوا لهم المشاهدين أكثر ويخلقون نوع من الميوعة التي يعتبرونها فرجة، والذين يمكن أن يتقنوا الأدوار التي تعطى لهم بحرفية عالية ولو على حساب الأخلاق والقيم الأصيلة للشعب المغربي المحافظ. هذه البرامج التي تتسم بالفضائح الهدامة للأخلاقة والمشجعة على الحياة الدوابية التي لا يحكمها إلا العبث والمجون، كيف يعقل لزوجة تعانق وتقبل زوج غير زوجها على برنامج يشاهده أكثر من نصف المغاربة والعكس صحيح، أين النخوة ؟ أين الغيرة ؟ أنا أشك في شخصية هؤلاء وأجزم أن أصحابها مرضى عافنا الله جميعا. وكيف لأمهات الأزواج يرضين بهذه التصرفات؟ لكن لا أتعجب مادام يعجبن بالمظهر وهن بدوهن يبادرن إلى الرقص بشكل فاحش. فالقضية أصبحت جوهرية ومصيرية لا يعذر فيها أحد، إما أن نختار لأنفسنا أن نقف في صف الأخلاق والدفاع عنها، أو ندعم فسادها ونصفق ونتغاضى عن مروجيها.