في عز الأزمة الاقتصادية التي تجتاح أوروبا وفي الوقت الذي قلصت فيه حكومات بعض الدول ميزانيات بعض المجالات غير الضرورية، تحسبا لكل آت، تنظم جمعية مغرب السفاهات مهرجان العري والرقص والمسخ، وللأسف فقد تطوعت القنوات المغربية وتنافست على النقل المباشر لجميع مسخراته وعفنه التي تزكم الأنوف وتفوح منها رائحة الفسق و العهر والمجون. مهرجان تدعمه مجموعة من الشركات الوطنية كالمكتب الشريف للفسفاط والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية وغيرها، أليس هذه الشركات تابعة للدولة وتمول من ضرائب المواطنين والمواطنات وتستنزف ثروات البلاد والعباد؟ أليس من حق الشعب مقاضاة هذه الشركات على جرائمها في حق أبنائه ونسائه وشبابه ؟ مقابل دعمها لهذه السخافات في عز استعداد ابنائنا وبناتنا للامتحانات، وإغراق المواطنين والمواطنات بمشاهد ساقطة وكلمات هابطة ومظاهر فاضحة، والتشجيع على الميوعة و العري وقلة الحياء. مهرجان تصرف فيه أموال ضخمة على التفاهات، وعلى الراقصات والمغنين و المغنيات الغربيين والمشارقة الذين يغرقون الشباب بأحدث الخرجات المبتذلة والغريبة على ثقافة وهوية المجتمع المغربي وآخرها إطلالة المغنية "جيسي جي" على الجمهور المغربي شبه عارية محلوقة الرأس، بالله عليكم ما هي الرسالة التي تود إرسالها للجمهور؟ و الغريب في الامر أن هذه السهرة نقلت مباشرة على القنوات المغربية أليس في البلد رجل رشيد يوقف هذه السخافات؟ أين هو المجلس العلمي الأعلى الذي يحرص على حماية عقيدة المغاربة؟ وأين هم العلماء حماة الدين والوطن؟ هذه الاموال التي تصرف بسخاء على الساقطات أمثال جيسي وتروج من خلالها للعفن في غمرة استعداد التلاميذ والطلبة للامتحانات و تطبع مع ثقافة العهر والميوعة، كان من الأجدر أن تصرف على أولئك الذين يعيشون في البوادي والجبال محرومون من أبسط وسائل العيش الكريم،لا ماء ولا كهرباء وطرق ولا مدارس ولا خدمات صحية، يضعون مواليدهم على قارعة الطريق وأمام أبواب المستشفيات. الشركات التي تمول هذه السخافات كان من الأولى أن تتجه إلى الاستثمار من أجل خلق فرص للشغل وتشغيل جيش العاطلين الذي يرابط أمام البرلمان، أو تتوجه للمساهمة في تنمية العالم القروي وفك العزلة عن المواطنين و توفير مستلزمات العيش الكريم. لكن لا نستغرب إذا كنا نعيش في زمن الثفاهات والترويج للقادورات التي لفظها الغرب، وللأسف إعلامنا يتلقفها ويعمل جاهدا على نشرها والترويج لقيم غريبة عن مجتمعنا. هذا يتطلب من الغيورين على هذا البلد وقفة رجل واحد لمواجهة هذا الطوفان الجارف الذي يهدد أمن وسلامة مجتمعنا، وتشجيع الفن الهادف الذي يبني القيم النبيلة ويربي على الفضيلة.