مع بروز أولى خيوط الشمس بدواوير التابعة لجماعة "تزكان" ، يخرج الأطفال كل يوم في اتجاه بعض العيون والآبار التي تكاد تجف من مياهها ، موعد يومي يتجدد ومعاناة تعيشها تحت أشعة شمس حارقة تلفح بشرتهن ، وكيلومترات يقطعهن أحيانا للتنقل من بئر أو عين لأخرى بحثا عن الذهب الأزرق، تزيد من معاناتهن ، وضرورة جلب الماء في عز الحر تبقى مصيرية . هي رحلة تكاد تكون قدر العشرات بل المئات من أسر جماعة تزكان التابعة لإقليمشفشاون ، ملزمون بقطع مسافات طويلة للوصول إلى بئر أو عين قد تكون مياهه غير صالحة للشرب تصلح في بعض الاستعمالات المنزلية، بسبب جفاف معظم آبار والعيون المتواجدة بالدواوير مع توالي مواسيم الجفاف المستمر . فالساكنة الغمارية بهذه الجماعة فقدت الأمل في انفراج الأزمة يوما ، مع استمرار الجفاف وسوء التدبير والهشاشة ، حسب ما اعتبرته مشيرة إلى التهميش وغياب مشاريع تنموية بالمنطقة لمد المنطقة بالماء الصالح للشرب ، بل وإخراج مشاريع أقبرت وكان من الممكن أن تنقد المنطقة من القوقعة التي تعيش فيها . سبب يدفع إلى فتح النار على الجهات المسؤولة من أجل الإسراع بحل مشكل ندرة المياه بإنجاز مشاريع ذات أولوية ترمي إلى الحد من أثار الهشاشة المقنّعة التي تطبع في تراب الجماعة ، وإلى تأهيل السكان للإنخراط في مسلسل تنموي بشري شامل ومستدام، وتأجيل الحديث عن أي مهرجانات تصرف فيها ميزانيات ضخمة داخل تراب إقليمشفشاون تحت غطاء المجلس الإقليمي وبدعم منه ، نسيا هموم جماعات الساحل الغماري . فأمام ندرة المياه بالدواوير ، التي لم تحظى منذ مدة طويلة بأية مبادرة لإعادة الهيكلة أو تهيئتها أو توسعتها ، يعرف حوالي أزيد من عشرة دوارا ندرة المياه ، رغم مبادرات قام بها بعض الفاعلين بحفر الأبار الى أنا الجفاف يهدد حياة الساكنة والماشية . وبهذا تعيش دواوير جماعة تزكان ، الواقعة تحت نفوذ إقليمشفشاون ، وضعا مأساويا جراء ندرة الماء الصالح للشرب بعد نضوب عيون كانت مصدرها من هذه المادة الحيوية؛ ما يزيد من صعوبة الحياة بهذه المناطق، ويهدد حياة الساكنة . وفي هذا الإطار دقت الساكنة ناقوس الخطر المحدق بهم جراء المعاناة اليومية التي تواجهها في توفير حاجياتها من المياه الصالحة للشرب . جدير بالذكر أن منابع المياه بكل من " بورمان ، بني غفار ، احسانن ، ايلان ، تازكوت ، بني كلون … " قد نضبت جراء الإقبال المتزايد عليهما من ساكنة الدواوير المجاورة ، و هذه المحنة تظل مستمرة في ظل غياب مورد مائي آخر يخفف الضغط المرصود ميدانيا .