نظم نادي القضاة بالمغرب بالدائرة الإستئنافية بتطوان مساء أمس الجمعة 27 ماي الجاري ندوة حول موضوع "الصحافة الإلكترونية والقضاء.. مقاربة مدى تأثير الصحافة الإلكترونية في صناعة القرار القضائي" وذلك بقاعة الندوات بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بتطوان . وفي مداخلته، أكد عبد السلام أندلوسي، مدير المركز المغربي للدراسات والأبحاث في وسائل الإعلام والاتصال، أن "الصحافة هي سلطة قوية تم إستعمالها في أعلى المستويات إبتداء من الحرب العالمية الثانية مرورا بحرب الخليج"، مبرزاً أن "تطوُر هذه السلطة كان رهينا بالتطور التكنولوجي حيث أصبحت ذائعة يمكن لكل شخص الإطلاع عليها والإستفادة منها من هاتفه الحمول" . واعتبر محمد حمزة البوعبيدي، القاضي بالمحكمة الابتدائية بتطوان، "العلاقة بين الصحافة والقاضي تختلف من قضية إلى أخرى، حيث نجدها حينا في حالة تكامل وتناسق، وأحيانا أخرى تسود الممانعة"، مشيراً أن الصحافة تنحاز في بعض الاحيان لطرف على طرف في نزاع مشهور مما يهيّج الرأي العام" . وأضاف البوعبيدي، أنه "توجد حالات يلعب فيها الصحفي دور القاضي ويحكم على متهم مازالت قضيته في المحكمة ولم يحسم فيها وذلك لمحاولة التأثير على القاضي بشكل غير مباشر"، مشدداً أنه في "المغرب لا يؤثر الإعلام بشكل كبير على القرار القضائي حيث يعتمد على هيئة المحلفين وحتى إن تأثر تأثر القاضي فيكون إما بتشديد الحكم أو تخفيفه دون تغيير لمجرى القرار"، حسب قوله . وقال عمر حمزة، الأستاذ بالإجازة المهنية للصحافة والإعلام وماستر القانون ووسائل الإعلام بالكلية المتعددة التخصصات بتطوان، أنه "يجب التفريق بين الإعلام التقليدي من إذاعة و تلفزيون وصحافة ورقية حيث هي الإعلام الحقيقي والصادق الذي يفرض منطق الوصاية على المتلقي وبين الإعلام الإلكتروني الذي يحتاج لإطار قانوني لضبطه" . وعرفت ندوة موضوع "الصحافة الإلكترونية والقضاء.. مقاربة مدى تأثير الصحافة الإلكترونية في صناعة القرار القضائي" مناقشة كبيرة حيث أثيرة عدة مداخلات وتساؤلات من طرف الحضور، كما أنها أختتمت باحتفالية لأحد القضاة المتنقلين من مدينة تطوان .