عبر المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم عن جدارة واستحقاق إلى نهائيات كأس إفريقيا المقررة في الغابون وغينيا الاستوائية، ولعب أصدقاء العميد الحسين خرجة، بقتالية نادرة، وتحولوا إلى نسور كاسرة اقتلعت دفاعات المنتخب التانزاني الذي عجز لاعبوه عن مجاراة الإيقاع القوي الذي فرضه لاعبو الفريق الوطني، قبل أن ينهار الضيوف في الجولة الثانية، وتصبح خطوطهم مشرعة. وكان بالإمكان إنهاء المباراة بأكثر من ثلاثة أهداف لولا يقظة الحارس التانزاني الذي يمكن اعتباره نجم منتخب بلاده بامتياز، كما أن اعتماد الخصم على الدفاع الخطي صعب المهمة على لاعبي الفريق الوطني الذي وجدوا أنفسهم أمام خصم يسعى إلى الخروج بأقل الخسائر الممكنة. وأنهى الأسود مشوار التصفيات في صدارة المجموعة الرابعة برصيد 11 نقطة وبفارق ثلاث نقاط عن جمهورية إفريقيا الوسطى الذي انهزم أمام المنتخب الجزائري بهدفين لصفر، ليعود المنتخب المغربي إلى الظهور في الواجهة القارية، بعد غيابه عن دورة أنغولا التي أقيمت عام 2010. واعتبر غيريتس الفوز مستحقا، لكنه أكد على أن المشوار لا زال طويلا لأن المهم ليس التأهل إلى النهائيات، ولكن الأهم منه انتزاع اللقب. وأبدع الجمهور المغربي الذي حج بكثافة إلى ملعب مراكش الجديد في إخراج صورة حضارية، من خلال التيفوات التي هيئها لهذا العرس الإفريقي، كما كانت صورة زكريا الزروالي لاعب الرجاء الذي توفي الأسبوع الماضي حاضرة سواء في المدرجات، أو بين لاعبي الفريق الوطني، حيث تلى الحسين خرجة برقية تعزية باسم اللاعبين إلى أسرة الراحل الصغيرة والكبيرة، كما تلى عميد المنتخب التانزاني برقية أخرى باسم كافة لاعبي القارة السمراء، في صورة تعبر عن الوفاء. ووجد الفريق الوطني صعوبة بالغة في بلوغ مرمى الخصم بسبب التكثل الدفاعي للخصم الذي اعتمد خطة دفاعية محضة، وهو ما صعب مأمورية اللاعبين الذين اعتمدوا كثيرا على تسربات الفتى الطائر أسامة السعيدي، وكذلك على تحركات بوصوفة، الذي كاد في أكثر من مناسبة أن يباغث الحارس. سيطرة الفريق الوطني ستكلل بهدف أول من رأسية بديعة لمروان الشماخ، وهو الهدف الذي حرر نوعا ما اللاعبين الذين واصلوا الضغط على دفاع المنتخب التانزاني، الذي تمكن قبل نهاية الشوط الأول من تعديل النتيجة. وخلال الشوط الثاني نجح تاعرابت في تسجيل الهدف الثاني، قبل أن يختم بوصوفة مهرجان الأهداف بهدف ثالث في الدقيقة التسعين. يذكر أن بطولة إفريقيا للأمم لسنة 2012، ستعرف غياب ثلاث منتخبات قوية وهي الكامرون ومصر ونيجيريا، بعدما تأهلت منتخبات مالي وغينيا وزامبيا وليبيا والسنيغال وبوركينا فاسو والنيجر وساحل العاج وغانا والسودان وأنجولا وبوتسوانا وتونس إلى جانب المغرب، قد تأهلت بعد ختام مبارياتها، وتأهل منتخبا ليبيا والسودان إلى النهائيات بعد أن نالا أفضل الحاصلين على المركز الثاني فى المجموعات التى ضمت أربعة منتخبات. وبذلك يصبح عدد المنتخبات التي سجلت التأهل 14 مننتخبا بالإضافة إلى الدولتين المضيفتين غينيا الاستوائية والغابون ليصبح المجموع 16 منتخبا. جدير بالذكر أن نظام التأهل نص علي صعود أصحاب المراكز الأولى في كل مجموعة، بالإضافة إلى ثاني المجموعة 11، وأفضل منتخبان حاصلان على المركز الثاني فى المجموعات.عبد المجيد أشرف