خصص موقع جماعة العدل والإحسان حواره الشهري لضيف خاص. إنه أحمد الريسوني. لقد تعددت ألقاب أحمد الريسوني. فهو العالم المقاصدي (هكذا) وهو الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح ونائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين. لكن موقع الجماعة اختار من هذه الألقاب الأخير. فوجود خلاف بين الجماعة وحركة التوحيد تمنع إطلاق أي وصف على الريسوني. غير أن هذا الأخير يعتبر حاليا مفتاحا نحو الضفة الأخرى حيث يجلس راعي الربيع العربي تحت خيمته. فالريسوني بالنتيجة هو رئيس محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان. الريسوني يعتبر حاليا الرئيس الفعلي للاتحاد نظرا للظروف الصحية لرئيسه يوسف القرضاوي ونظرا للمشاكل التي يعيشها بعد تصريحاته الأخيرة حول دول الخليج، وبعد تورطه في فتاوى القتل في ليبيا واليمن وسوريا وكل دول الربيع العربي. وعبادي عضو في الاتحاد بمعنى أن الريسوني هو رئيسه. وبالتالي يكون الموقع قد استضاف رئيس أمينهم العام. غير أن استضافة الريسوني من قبل موقع جماعة العدل والإحسان ليس مجانيا. فالأمر له ثمن. فالقرضاوي أصبح ورقة محروقة ولم يبق إلا ذر رماده في أي واد بعيد عن الدولة الراعية، وبدأ البحث عن وجه جديد لتصريف المواقف السياسية فقهيا وربما يكون الريسوني مناسبا رغم أنه لم تتم تزكيته لحد الآن. يعني أن هناك تصدير للفتنة نحو المغرب العربي. يكون للفتنة قواعد يترأسها أمين عام العدل والإحسان ومفتي هو أحمد الريسوني. الريسوني معروف في تاريخه أنه "على قد الحال" وليس رجلا ثوريا. مع الربيع العربي أصبح لا "يسكت". فكل يوم يدلي بتصريح أو يمنح حوارا ناريا يوجه فيه الطلقات للمؤسسات الرسمية. فالريسوني ليس الرجل المناسب في المكان المناسب لانتقاد العلماء الرسميين أو غير الرسميين. أولا لأنه ليس عالما فبالأحرى أن يكون فقيها مقاصديا. وهي بالمناسبة صفة أطلقها عليه صحفيون لا يعرفون الفقه ولا المقاصد. وثانيا لأن الريسوني أراد أن يكون رسميا فقيل له انتظر. والريسوني اشتغل في معلمة الشيخ زايد للقواعد الأصولية والفقهية، والتي من أجلها غادر المغرب واعتكف بجدة يتلقى راتبا محترما جدا من أموال أمير دولة الإمارات العربية المتحدة، في حين أن العديد من العلماء الرسميين لهم شغل ثان ولا يعتمدون على أموال الدولة. ومما يدل على أن الريسوني مجرد عراب فتنة هو أنه لم ينتقد في يوم من الأيام العربية السعودية ولا الإمارات يوم كان يسكن في السعودية ويتقاضى أجره من الإمارات، كما أنه اليوم لا ينتقد قطر، وهذا تحد مرفوع عليه، وهناك ألف قضية يمكن أن تنتقد فيها هذه الدولة، بل إن موقفه من الإمارات ليس سوى تصريفا قطريا للنزاع بين دول الخليج. لم نناقش مضامين الحوار لأنه فارغ المحتوى، بالإضافة إلى استعمال أساليب السباب وهي غير معهودة سوى في فقهاء الفتنة أما العلماء فكانوا يسمون الأشياء كما هي تم ينتقدونها.