كانت المفاجأة كبيرة عندما تم الكشف عن العلاقة التي تربط مديرة الوكالة الحضرية للصخيرات وتمارة وحزب العدالة والتنمية، وهي مفاجأة من العيار الثقيل لأن الحزب الإسلامي يتلاعب بالبلد ويوزعها مثل قطع أرضية على أتباعه وأقارب الأتباع وأتباع الأتباع، وهو يوزع الآن البلد ويقسمها دوائر يتولى كل واحد منهم ومنهن دائرة، ويخلق المناصب بل يخلق الإدارات حتى في غياب الحاجة إليها ليتولاها واحد من الحزب أو قريبه إذا كان الأمر يحقق المصلحة للحزب. فمديرة الوكالة المذكورة هي زوجة محمد الشهري، المهندس ببلدية سلا، والمقرب من جامع المعتصم، القيادي في الحزب ومدير ديوان عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، ويعتبر المعتصم من خلصاء بنكيران وسبق لزعيم الحزب أن وصفه بأنه من أوليائه عندما كان معتقلا على ذمة التحقيق في بعض الملفات وخاطب زوجته قائلا لها عليك أن تفخري. وكما أن المعتصم يعتبر من خلصاء بنكيران فإن هذا الأخير أيضا "لا يخسر له خاطرا" وبالتالي كان اقتراح إنشاء وكالة حضرية لتتولاها زوجة صديقه والقيادي في الحزب، رغم أن المنطقة لا تتوفر على مقومات إحداث وكالة حضرية كما أنها ستكلف خزينة الدولة مصاريف كثيرة رغم ارتباطها عمرانيا بالرباط العاصمة. وقد تم توجيه اللوم لنبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة كما في صيغة الحكومة السابقة أي المعني بالتعيين، وقيل له إن الوكالات ستصبح مثل المقاطعات رد نبيل بنعبد الله بأنه مورست عليه ضغوطات من جهات نافذة بحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة. لقد اشتغل بنكيران ومن وراءه حزب العدالة والتنمية على واجهتين، فبعد أن أخرج القانون التنظيمي اليتيم المتعلق بالتعيين في المناصب العليا، شرع في تسريب إخوانه من حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح إلى إدارة المؤسسات العمومية وتولي مناصب المديريات في الوزارات واستطاع الهيمنة على مؤسسات ذات أهمية بالغة مثل التعاون الوطني، لكن بنكيران انتقل في مرحلة أخرى إلى السرعة القصوى عبر إحداث مديريات ومنشآت ومؤسسات عمومية على مقاس مناضلي الحزب.