استفاقت مصر على حدث غير اعتيادي بعدما غادر السفير الاسرائيلي لديها لتدخل بذلك في أصعب أزمة دبلوماسية منذ الاطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك. وانتشرت قوات الشرطة والجيش بكثافة في محيط السفارة الاسرائيلية حيث وقعت طوال الليل مواجهات عنيفة بين رجال الامن ومئات المتظاهرين الذين اقتحموا مقر السفارة في اول حادث من نوعه منذ ابرام معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية قبل 32 عاما. واسفرت المواجهات في حصيلتها النهائية عن سقوط 3 قتلى و1050 جريحا بحسب وزارة الصحة المصرية. وغادر السفير الاسرائيلي في مصر اسحق ليفانون فجر عائدا الى اسرائيل على متن طائرة اقلعت من القاهرة عقب اقتحام مبنى السفارة وبصحبته 71 شخصا. وفي القدسالمحتلة، اعلن مسؤول حكومي اسرائيلي رفيع ان المسؤول الثاني في السفارة الاسرائيلية بمصر سيتابع مهامه في القاهرة على رغم الهجوم على مبنى السفارة، موضحا ان وحدات خاصة مصرية انقذت 6 اسرائيليين كانوا في مقر السفارة عند اقتحامها. ووصف الحادث بأنه « ضربة مؤلمة للسلام بيننا وانتهاك خطير للمعايير الدبلوماسية ». بينما وصفت تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما الإسرائيلي المعارض اقتحام سفارة بلادها في مصر بانه حادث خطير في العلاقات بين الدولتين. غير انها اكدت ان « السلام مع بين اسرائيل ومصر مصلحة استراتييجة لكلتا الدولتين ويجب الحفاظ عليه رغم المظاهرات في الشوارع ». واضافت « كان ستة اشخاص عالقين في السفارة وكان ثمة قلق حقيقي على حياتهم. واخيرا انقذتهم وحدات خاصة مصرية ». وذكرت الاذاعة العامة الاسرائيلية انهم موظفون امنيون في السفارة وقد عادوا الى اسرائيل. وتابع هذا المسؤول الحكومي الاسرائيلي « عندما خرجت اعمال العنف عن السيطرة، تم اجلاء 80 اسرائيليا. وجميع عناصر طاقمنا سالمين ». وكان سمع دوي اطلاق نار غزير في الحي كما تعرض عدد من السيارات للحرق او لاضرار. واعلنت وزارة الداخلية المصرية حالة الاستنفار بين قواتها وقررت الغاء جميع عطلات افراد الشرطة للسيطرة على الامن. ودعا رئيس الوزراء المصري عصام شرف الى اجتماع لمجموعة الازمات في حكومته لبحث « التطورات على الساحة الداخلية » عقب اقتحام المتظاهرين لمبنى السفارة الاسرائيلية. ولاحقا قالت انباء ان الحكومة المصرية قدمت استقالتها بعد فشلها في احتواء تداعيات جمعة تصحيح المسار لكن المجلس العسكري الذي يحكم البلاد رفض هذه الاستقالة.واكدت السلطات المصرية انها قررت « تطبيق كافة بنود قانون الطوارئ » الساري في مصر منذ اكثر من 30 عاما للحفاظ على الامن غداة اقتحام متظاهرين السفارة الاسرائيلية في القاهرة ووقوع مواجهات بينهم وبين الشرطة.