وقعت مواجهات ليلة أول امس الأربعاء بأحد مساجد مدينة الفنيدق بين عناصر من جماعة العدل والإحسان وأنصار محمد الفيزازي، أحد شيوخ السلفية الجهادية الذي خرج أخيرا من السجن، واشتد النزاع بين الطرفين مباشرة بعد صلاة التراويح، واتهم العدلاويون الفيزازي بالعمالة للنظام ورد عليهم أنصار الفيزازي بأنهم لواطيون وأصحاب شذوذ وفسق ويريدون إشعال نار الفتنة بين الشعب وأن التصدي لهم واجب. وكان الفيزازي قد وجه رسالة إلى جماعة العدل والإحسان في الآونة الأخيرة قال فيها "الأستاذ الشيخ عبد السلام ياسين يسعى إلى الخلافة الإسلامية على منهج النبوة. لكن لم يقل لنا من هو الخليفة المرتقب؟ ولا ما هي آليات توليه؟ وعن مدى تبلور مشروع هذه الخلافة لدى الشعب المغربي...؟ بل لدى الشعوب الإسلامية كافة من طنجة إلى جاكارتا... وعن الإجراءات الشرعية التي يجب اتباعها لتحقيق هذا الهدف المعطل منذ أربعة عشر قرنا وزيادة. هكذا نفهم نحن مدلول الخلافة الإسلامية. وما أظن الشيخ ياسين يجهل هذه القضايا، فليت شعري لم إذن التلويح بما هو بعيد، جد بعيد، خاصة والشيخ يعلم أن الخلافة الإسلامية ليست هي نمط الحكم الشرعي الوحيد. وهذا مبسوط في كتب السياسة الشرعية. الأستاذة نادية ياسين كريمة الشيخ صرحت في كثير من المرات أنها مع الجمهورية الإسلامية في المغرب. وهي أيضا لم تعط مع هذه الرغبة أي تفصيل عملي لتحويل المغرب من الملكية إلى الجمهورية. ولا يخفى أنه مطلب مخالف تماما لمطلب الشيخ الأب فضلا عن رفضه بكل حزم من قبل جل المغاربة، أو هكذا أعتقد. وهناك قياديون في الجماعة أعربوا عن تفضيلهم لملكية برلمانية يسود فيها الملك ولا يحكم... وهذا الطرح يشاركهم فيه غير قليل من النخب والسياسيين والحقوقيين... وغيرهم، بما فيهم مناضلو حركة 20 فبراير. وهو مبتغى مخالف لرغبة الأب والبنت على السواء". وأضاف "تريدون إسقاط النظام والملكية والملك؟ لا أظنكم تتجرؤون على ذلك. فلئن فعلتم فستكون القطيعة التامة بينكم وبين أغلبية هذا الشعب. وستكونون فتيل الفتنة التي يلعنها الله ويلعنها اللاعنون... فتنة أرى بوادرها وإرهاصاتها قد لاحت في الأفق... لذا أقول لكم صادقا وناصحا : اتقوا الله ولا تلعبوا بالنار.إنني لست مدافعا عن (المخزن) كما يقول بعضكم ظلما وبغيا. فالدولة لها من يدافع عنها. ويؤسفني أن أذكركم بأن تهمة الدفاع عن المخزن تهمة جاهزة عند بعضكم في كل من يخالفكم الرأي... للأسف؛ وهذا أمر معيب وسلوك مشين". الحسن أقبايو