تستعد مدينة مليلية المحتلة للاحتفال برأس السنة الأمازيغية "ينّاير" 2975 يوم الجمعة المقبل، 17 يناير، عبر تنظيم يوم دراسي دولي بعنوان "الأمازيغية في مليلية لغة أوروبية". وتستضيف مستشفى الملك هذه الفعالية التي ستجمع نخبة من الخبراء والباحثين من جامعات أوروبية مرموقة، من بينها نابولي وباريس، لبحث واقع اللغة الأمازيغية وسبل الحفاظ عليها وآفاق تطويرها. تُعد اللغة الأمازيغية جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية لمليلية، وقد أُدرجت ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للمدينة منذ عام 2014. وتهدف الفعالية إلى تعزيز الوعي بأهمية الأمازيغية في السياق الأوروبي، ضمن الجهود الرامية إلى إدراجها في الميثاق الأوروبي للغات الإقليمية والأقلية، الذي يسعى إلى حماية اللغات التراثية وتعزيزها. تنطلق الجلسة الافتتاحية في الساعة 09:30 صباحًا بحضور حاكم مليلية المحتلة خوان خوسيه إمبرودا، ومستشارة الثقافة والتراث فضيلة مختار. وستتضمن الجلسات الصباحية محاضرات يقدمها أساتذة وباحثون متخصصون من جامعات نابولي، إيكس-مرسيليا، وباريس. أما الجلسة المسائية، فستبدأ عند الساعة 17:00 وستتناول أهمية الميثاق الأوروبي للغات الإقليمية والأقلية ودوره في حماية اللغة الأمازيغية. ويشارك في هذه الجلسة خبراء دوليون مثل فيرناندو رامالو ورينيه دي جروت، وتُختتم الفعالية بكلمة لمستشارة الثقافة فضيلة مختار. تتواصل الاحتفالات يومي 18 و19 يناير في "ساحة الثقافات"، حيث ستُقام أنشطة متنوعة تشمل سوقًا أمازيغيًا للمنتجات التقليدية، وورش عمل حرفية لتعليم المهارات التقليدية، وعروضًا موسيقية حية تسلط الضوء على الفن الأمازيغي. كما تتضمن الفعاليات ورشًا لإعداد المأكولات التقليدية وعروضًا مسرحية للأطفال لتعريفهم بالثقافة الأمازيغية. وتهدف مليلية من خلال هذه الفعاليات إلى تعزيز الهوية الأمازيغية وإبراز غناها الثقافي، تأكيدًا على دورها في بناء مجتمع متنوع ومتعايش. كما تشكل هذه المناسبة فرصة لترسيخ اللغة الأمازيغية كجزء لا يتجزأ من التراث الأوروبي وتعزيز التفاهم الثقافي والاندماج الاجتماعي.