ينظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية فعاليات احتفالية بمناسبة رأس السنة الأمازيغية (يناير)، والتي تمتد من 13 إلى 17 يناير 2025. إلا أن البرنامج الذي أعلن عنه المعهد يطرح سؤالًا محوريًا حول مدى شمولية هذه الاحتفالات للثقافة الأمازيغية بمختلف تجلياتها، خاصة فيما يتعلق بالثقافة والتراث الريفي، الذي يبدو غائبًا بشكل لافت في البرنامج المعلن عنه. فبالرغم من تنوع البرنامج، الذي يشمل معارض لمنتوجات تقليدية، وعروض أزياء، وموسيقى، ومائدة مستديرة حول دور يناير كرافعة للتنمية المستدامة، إلا أن التركيز يبدو منصبًا بشكل كبير على ثقافة وتراث مناطق الأطلس وسوس، بينما تغيب ثقافة منطقة الريف بشكل ملحوظ. فالبرنامج يتضمن مشاركة تعاونيات محلية تعرض منتوجات تقليدية مثل الزرابي، والأحذية، والمجوهرات، والمستحضرات التجميلية الطبيعية، بالإضافة إلى عروض موسيقية لفرق "أحواش" و"أحيدوس"، التي تنتمي بشكل أساسي إلى مناطق الأطلس وسوس. هذه العروض والمشاركات، رغم قيمتها الثقافية الكبيرة، تترك جانبًا ثقافة منطقة الريف، التي تتميز بتراث غني ومتنوع، من موسيقى خاصة بالريف، إلى الأزياء التقليدية، والمجوهرات، والفنون الشعبية التي تعكس هوية هذه المنطقة. يقدم المعهد برنامجًا ثقافيًا متنوعًا يشمل معارض لمنتوجات تقليدية، وعروض أزياء، وموسيقى، ومائدة مستديرة حول دور يناير كرافعة للتنمية المستدامة. كما يسلط الضوء على دور المرأة في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ويبرز أهمية التراث الأمازيغي في تعزيز الهوية الثقافية. إلا أن الملاحظة الأبرز هي غياب أي إشارة واضحة إلى الثقافة الريفية، التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الأمازيغية، وخصوصًا فيما يتعلق بالفرق الموسيقية المشاركة وكذا الأزياء التي سيتم عرضها بهذه المناسبة. برنامج المعهد أثار استياء وسط نشطاء منطقة الريف، الذين يؤكدون أن الاحتفاء برأس السنة الأمازيغية يجب أن يكون فرصة لتكريس الوحدة الثقافية للأمازيغية، بكل تنوعها وتعددها. فالثقافة الأمازيغية ليست حكرًا على منطقة دون أخرى، بل هي ثقافة شاملة تعبر عن كل مكونات المجتمع، من الأطلس إلى سوس إلى الريف. ولذلك، فإن إقصاء ثقافة منطقة الريف من مثل هذه الاحتفالات يعد تقصيرًا في حق الهوية الأمازيغية بكل أبعادها.