تحتضن مدينة مليلية المحتلة، أمس الاثنين واليوم الثلاثاء، ندوة دولية حول اللغة الأمازيغية وتاريخها، بمشاركة باحثين من المغرب وإسبانيا وفرنسا؛ من بينهم مصطفى العداك من جامعة محمد الأول بوجدة، وسليمة الكولالي من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ومحند تيلماتين من جامعة قادس الإسبانية، وأمينة الفكيوي من المدرسة الوطنية للدراسات الاجتماعية بباريس. ويناقش المشاركون خلال جلسات هذا اللقاء العلمي الدولي سبل إغناء اللغة والهوية الأمازيغيتين في مدينة مليلية المحتلة باعتبارها لغة سكانها الأصليين، ثم الترجمة كأداة لإثراء اللغة الأمازيغية؛ فيما سيذكّر رشيد راخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، ب"المطالب الحالية والرئيسية لأمازيغ شمال إفريقيا". وستتخلّل جلسات الندوة، حسب البرنامج المنشور على موقع المركز الجامعي لمليلية، الجهة المنظمة، عرض فيلم "رحلة خديجة" للمخرج المغربي طارق الإدريسي، الذي يحكي قصة محاولة اندماج شابة من أبوين ريفيين بهولندا. كما ستعرف تنظيم ورشة لفائدة الأطفال حول الحروف الأمازيغية "تيفيناغ". وتسعى مجموعة من فعاليات المجتمع المدني بمليلية المحتلة إلى الحفاظ على اللغة الأمازيغية والتعريف بها عبر هذه الأنشطة. وفي هذا الصدد، جرى تنظيم، في أكتوبر الماضي، مهرجان "إيوا" والذي عرف إقبالا واسعا من الساكنة على فقراته الغنائية التي عرفت مشاركة مجموعات موسيقية عديدة من المغرب والجزائر، ثم السينمائية والمعارض الفنية. لكن الأنشطة الثقافية والندوات العلمية تبقى غير كافية لترسيخ اللغة الأمازيغية في المدينة، وفق ما أكده عبد الرحيم حمو، نائب وزير الشباب، مبرزا أن هناك التزاما بموجب الميثاق الأوروبي للغات الأقليات بتعزيز وتشجيع الأمازيغية. من جانبه، وجّه رشيد راخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي وأحد المشاركين في الندوة سالفة الذكر، رسالة إلى بيلار أليجريا، وزيرة التعليم والتدريب المهني الإسبانية، يطالبها فيها ب"إدراج اللغة الأمازيغية في جميع برامج الاتفاقيات الثنائية التي توقعها حكومتها مع دول شمال إفريقيا؛ من بينها المغرب". وانتقد راخا، في وقت سابق، ضعف حضور اللغة الأمازيغية في المناهج التعليمية بالمدينةالمحتلة؛ وهو الأمر الذي اعتبره "انتهاكا للاتفاقيات الدولية واتفاقيات حقوق الطفل"، داعيا إلى اعتمادها إلى جانب دروس الثقافة الأمازيغية في جميع المدارس التعليمية الابتدائية. وأوضح الناشط الأمازيغي أن تدريس اللغة الأمازيغية في مليلية يقتصر في الوقت الحالي على بعض المعاهد الدينية، مشيرا في رسالته إلى الوزيرة الإسبانية إلى أن "البنك الدولي يدافع عن أن تعليم الأطفال باللغة التي يتحدثون بها في المنزل هو أمر ضروري للقضاء على ضعف التعلم".