قالت منظمة الأرصاد الجوية العالمية إن إفريقيا شهدت أحر سنة مسجلة في عام 2024، حيث تجاوزت درجات الحرارة المتوسطة السنوية بمقدار 1.65 درجة مئوية عن المعدل. وتمثل هذه السنة العام ال 48 على التوالي الذي تكون فيه درجات الحرارة فوق المعدل في القارة، مع تسجيل السنوات العشر الأحر منذ عام 2010، حسب التقرير السنوي للمناخ العالمي لعام 2024. وفي هذا السياق، شهد المغرب موجات حر شديدة في منطقة البحر المتوسط خلال شهر يوليو 2024. وفقا للتقرير كان المغرب ضمن الدول التي تعرضت لموجات الحر هذه بشكل شديد، حيث تجاوزت درجات الحرارة 41 درجة مئوية في المناطق الشمالية ولقد سجلت حوالي خمس حالات وفاة نتيجة للحر الشديد.
ويُتوقع أن يعاني المغرب من ارتفاع مستمر في درجات الحرارة وانخفاض في معدل هطول الأمطار، مما سيؤثر على الموارد المائية والزراعية، لا سيما في المناطق القروية. وتُظهر بيانات البنك الدولي أن المغرب قد سجل زيادة ملحوظة في عدد أيام الحر الشديد، حيث ارتفعت درجات الحرارة في بعض المناطق إلى مستويات غير مسبوقة، مما أثر سلباً على الإنتاج الزراعي والحياة اليومية للسكان. أيضا، ذكرات منظمة الأرصاد الجوية العالمية في تقريرها أن التغيرات المناخية التي يشهدها المغرب تأتي في سياق اتجاه عالمي نحو الاحترار. وأوضحت أن المغرب كان من بين الدول الأكثر تأثراً بظاهرة "إل نينيو"، التي أدت إلى اضطرابات كبيرة في المناخ العالمي خلال السنوات الأخيرة.ذ وتحدثُ ظاهرة "النينيو" عندما ترتفع درجات حرارة سطح المحيط في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ الشرقي والوسطى بشكل غير معتاد، حيث وتأتي على فترات تتراوح بين ثلاث إلى سبع سنوات وتستمر لبضعة أشهر إلى سنتين. وتشير التقارير المناخية إلى أن هذه الظاهرة قد عادت مجددًا خلال عام 2024، مما تسبب في اضطرابات كبيرة في أنماط الطقس. وأشار التقرير إلى أن موجات الحر والجفاف التي تعرض لها المغرب ستصبح أكثر تواتراً وشدة مع استمرار الاحترار العالمي، مما يتطلب استراتيجيات تكيف فعالة ومستدامة للتعامل مع هذه الظواهر المناخية القاسية. وكشفت المنظمة أن السنة 2024 كانت أكثر السنوات حرارة منذ بدء السجلات العالمية في عام 1850، حيث تجاوزت الدرجة المتوسطة العالمية بمقدار 1.29 درجة مئوية عن معدل القرن العشرين الذي بلغ 13.9 درجة مئوية. حيث تمثل هذه الزيادة في درجات الحرارة استمرارا لموجة الاحترار العالمي التي وفقت بمعدل زيادة يومية من 0.06 درجة مئوية منذ عام 1850 وأكثر من ثلاث مرات هذا المعدل منذ عام 1975، وفقا للتقرير. على الصعيد العالمي، كانت السنة 2024 الأحر منذ بدء السجلات في 1850، وفقاً لمركز التوقعات المناخية لوكالة الغلاف الجوي والمحيط الوطنية الأمريكية (NOAA)، فقد كانت السنوات العشر الأخيرة من بين الأعوام الأحر في السجل العالمي. وقد ساهمت موجة الحر هذه في استمرار ارتفاع معدل الحرارة على مستوى الكرة الأرضية بمعدل قدره 0.06 درجة مئوية لكل عقد منذ 1850.