عاد نور الدين مضيان، البرلماني والقيادي في حزب الاستقلال، لإثارة الجدل مرة أخرى بخصوص موضوع ترسيم اللغة الأمازيغية بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2975، إذ دعا إلى اعتماد الحرف العربي إلى جانب حرف تيفيناغ لضمان انتشار اللغة وتعليمها للمغاربة، الأمر الذي لاقى معارضة في الحفل الافتتاحي للدورة الحادية عشرة من مهرجان "باشيخ" للسنة الأمازيغية، الذي تنظمه جمعية أمازيغ صنهاجة الريف بمدينة طنجة. وقال مضيان في كلمة ألقاها الليلة الماضية في افتتاح المهرجان الذي تمتد أشغاله حتى يوم غد الاثنين بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ، إن حرف تيفيناغ "أساسي، ولكن من أجل تعميم تعليم الأمازيغية على المغاربة، يجب اعتماد الحرف العربي كذلك". وأوضح أن اعتماد الحرف العربي في تعليم الأمازيغية "سيضمن لكل المغاربة تعلمها مع الاحتفاظ بحرف تيفيناغ كذلك، لأن ذلك له دلالات تاريخية، لكن من أجل تمكين المغاربة لا بد من اعتماد الحرف العربي"، وهو ما رد عليه بعض الحاضرين في القاعة ب"الرفض". ودافع القيادي الاستقلالي عن رأيه مخاطبا أحد مقاطعيه بالقول: "سي عبد الحق، الديماغوجيا ليس مكانها هنا، أنا أتكلم انطلاقا من الواقع الذي أعرفه وأعيشه، وأنا أمازيغي ربما أكثر منك وأعرف ما أقول"، وشدد على أن ما يقوله "رأي شخصي، وتيفيناغ يجب أن نحافظ عليه ونعلمه، لكن يجب تمكين الآخرين من الأمازيغية بحروف أخرى، وهذا لا مشكلة فيه". وذهب مضيان أبعد من ذلك حين قال: "المغاربة كلهم أمازيغ وفي الوقت نفسه كلهم عرب، بمعنى أنه ليس هناك دليل قاطع يؤكد أو يثبت أن هذا عربي أو هذا أمازيغي مائة في المائة"، معتبرا أن سر قوة المغاربة يكمن في "اختلافنا وفي اختلاف لساننا، ولكننا متشبثون جميعا بشعارات ومبادئ الوحدة وهي: الله الوطن الملك، وهذا ما يجمعنا". كما سجل البرلماني الاستقلالي عن دائرة الحسيمة أن من الطبيعي جدا أن "أختلف مع أحد في اللسان ولكن لا أختلف معه في الهوية والمسار، ولذلك هذا هو السر الذي يجمع المغاربة"، مبرزا أنه "يمكن أن نختلف في الألسن ولا يمكن أن نختلف عن الهوية والثوابت الوطنية التي تجمع بيننا". وأعرب مضيان عن استعداده كعضو في المؤسسة التشريعية وكأمازيغي ل"العمل يدا في يد من أجل تطوير هذا الاحتفال، لأنه عندما نتحدث عن الأمازيغية ليس هو أن نجتمع اليوم وننصرف مثل رأس السنة الميلادية التي تجمعنا فيها الحلوى ونتفرق بعدها"، مؤكدا أن الاحتفال ينبغي أن يستمر طيلة السنة والهدف منه هو "إحياء التراث المشترك بين جميع المغاربة، ولا يهمنا فقط الأمازيغ بل يجب أن نشتغل مع الجمعيات الوطنية الأخرى على الصعيد الوطني"، وفق تعبيره. وحث مضيان على أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية خلال السنة المقبلة، "ينبغي أن يكون مختلفا عن احتفالنا اليوم، وأن نشتغل جميعاً على تمكين جميع المغاربة من هذه اللغة، وليس هذا التراث فقط، لأنها لغة جميع المغاربة كما هي العربية لغة جميع المغاربة"، حسب تعبيره.