بايتاس: ارتفاع الحد الأدنى للأجر إلى 17 درهما للساعة وكلفة الحوار الاجتماعي تبلغ 20 مليارا في 2025    "ما لم يُروَ في تغطية الصحفيين لزلزال الحوز".. قصصٌ توثيقية تهتم بالإنسان    إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات بميناء طنجة المتوسط وحجز 148 كيلوغراماً من الشيرا    رابطة علماء المغرب: تعديلات مدونة الأسرة تخالف أحكام الشريعة الإسلامية    بايتاس: مشروع قانون الإضراب أخذ حيزه الكافي في النقاش العمومي    كربوبي خامس أفضل حكمة بالعالم    كمية مفرغات الصيد الساحلي والتقليدي تبلغ بميناء المضيق 1776 طنا    وهبي يقدم أمام مجلس الحكومة عرضا في موضوع تفعيل مقترحات مراجعة مدونة الأسرة    وكالة التقنين: إنتاج أزيد من 4000 طن من القنب الهندي خلال 2024.. ولا وجود لأي خرق لأنشطة الزراعة    بايتاس يوضح بشأن "المساهمة الإبرائية" ويُثمن إيجابية نقاش قانون الإضراب    نجاة مدير منظمة الصحة العالمية بعد قصف إسرائيلي لمطار صنعاء    توقيف القاضي العسكري السابق المسؤول عن إعدامات صيدنايا    بورصة الدار البيضاء .. تداولات الإغلاق على وقع الإرتفاع    خلفا لبلغازي.. الحكومة تُعين المهندس "طارق الطالبي" مديرا عاما للطيران المدني    احوال الطقس بالريف.. استمرار الاجواء الباردة وغياب الامطار    السرطان يوقف قصة كفاح "هشام"    الكلاع تهاجم سليمان الريسوني وتوفيق بوعشرين المدانين في قضايا اعتداءات جنسية خطيرة    قبل مواجهة الرجاء.. نهضة بركان يسترجع لاعبا مهما    "الجبهة المغربية": اعتقال مناهضي التطبيع تضييق على الحريات    في تقريرها السنوي: وكالة بيت مال القدس الشريف نفذت مشاريع بقيمة تفوق 4,2 مليون دولار خلال سنة 2024    جلالة الملك يحل بالإمارات العربية المتحدة    ستبقى النساء تلك الصخرة التي تعري زيف الخطاب    مدرب غلطة سراي: زياش يستعد للرحيل    العسولي: منع التعدد يقوي الأسرة .. وأسباب متعددة وراء العزوف عن الزواج    تحديد فترة الانتقالات الشتوية بالمغرب    نشرة انذارية.. تساقطات ثلجية على المرتفعات بعدد من مناطق المملكة    حصاد سنة 2024.. مبادرات ثقافية تعزز إشعاع المغرب على الخارطة العالمية    المغرب يفاوض الصين لاقتناء طائرات L-15 Falcon الهجومية والتدريبية    "زوجة الأسد تحتضر".. تقرير بريطاني يكشف تدهور حالتها الصحية    330 مليون درهم لتأهيل ثلاث جماعات بإقليم الدريوش    أبناك تفتح الأبواب في نهاية الأسبوع    المحافظة العقارية تحقق نتائج غير مسبوقة وتساهم ب 6 ملايير درهم في ميزانية الدولة    بيت الشعر ينعى محمد عنيبة الحمري    المنتخب المغربي يشارك في البطولة العربية للكراطي بالأردن    استخدام السلاح الوظيفي لردع شقيقين بأصيلة    إسرائيل تغتال 5 صحفيين فلسطينيين بالنصيرات    أسعار الذهب ترتفع وسط ضعف الدولار    كندا ستصبح ولايتنا ال51.. ترامب يوجه رسالة تهنئة غريبة بمناسبة عيد الميلاد    أسعار النفط ترتفع بدعم من تعهد الصين بتكثيف الإنفاق المالي العام المقبل    بلعمري يكشف ما يقع داخل الرجاء: "ما يمكنش تزرع الشوك في الأرض وتسنا العسل"    طنجة تتحضر للتظاهرات الكبرى تحت إشراف الوالي التازي: تصميم هندسي مبتكر لمدخل المدينة لتعزيز الإنسيابية والسلامة المرورية    الثورة السورية والحكم العطائية..    "أرني ابتسامتك".. قصة مصورة لمواجهة التنمر بالوسط المدرسي    المسرحي والروائي "أنس العاقل" يحاور "العلم" عن آخر أعماله    مباراة ألمانيا وإسبانيا في أمم أوروبا الأكثر مشاهدة في عام 2024    جمعيات التراث الأثري وفرق برلمانية يواصلون جهودهم لتعزيز الحماية القانونية لمواقع الفنون الصخرية والمعالم الأثرية بالمغرب    مصطفى غيات في ذمة الله تعالى    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفيزازي والركَالة وأبو حفص يناقشون الوضع الحقوقي بالمغرب
نشر في التجديد يوم 12 - 05 - 2011

شهدت كلية الحقوق بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، الخميس 4 ماي 2011، تنظيم ندوة حقوقية حول '' مستجدات الوضع الحقوقي بالمغرب''، في إطار الأسبوع الثقافي، الذي نظمته منظمة التجديد الطلابي بفاس، تحت شعار، ''جامعة مقاومة.. من أجل مغرب العدالة و الديمقراطية''، ولتسليط الضوء على أهم ما جاء في المداخلات، تقدم لكم ''التجديد'' أهم ما جاء في مداخلات كل من الشيخ محمد الفيزازي، الذي قضى ثماني سنوات خلف القضبان، بعدما صدر في حقه حكما بالسجن لمدة ثلاثون سنة، واستفاد مؤخرا من العفو الملكي، وكذا مداخلة الدكتور أمين الركالة، أحد المعتقلين السياسيين الخمس، المفرج عنهم أخيرا، ثم الشيخ أبو حفص، والذي قدم مداخلة مباشر عبر الهاتف من وراء القضبان، وهي الندوة الحقوقية التي أعقبتها مسيرة طلابية شارك فيها كل من المعتقلين السابقين الفيزازي والركالة، وكذا فعاليات الجبهة الوطنة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، حيت اختتم بساحة 20 يناير، أما باب الحي الجامعي، وألقى فيها الفيزازي كلمة، بالإضافة إلى كلمات كل من ممثل عن الجبهة الوطنية، وممثل عن التجديد الطلابي.
الفيزازي: مستعد لتأسيس حزب سياسي
أعرب محمد الفيزازي عن استعداده لتأسيس حزب سياسي، يدعو إلى السلم والسلام والتؤدة والحكمة إلى ما يعتقده هو، بشرط أن ''لا أكره أحدا على معتقدي، ثم لا يفتي علي أحد بالقول، لا تجعل الكتاب والسنة هي المرجع والأساس، فأنا أؤمن أن السياسة دين والدين سياسة، إن كانوا يريدون الحرية، فهذه قناعاتي وإيماني، ولا يجوز لأحد أن يصادرها، إذا ضمن لي الملك هذا، وتعطى لي حصتي في الإعلام العمومي، وأدعوا الناس إلى الكتاب والسنة بلا قنبلة ولا انفجار ولا ''تفركيع''، وإنما بالكلمة الطيبة، فأنا مستعد منذ الغد لإنشاء حزب سياسي''.
واعتبر الشيخ الفزازي أن دماء الشباب تتجدد في عروقه بعد أن تجاوز الستين، وأنه يشعر بفتوة الشباب وهو مع الشباب، وبالفخر والسعادة لأن لقاءا مثل الذي حصل الأسبوع الماضي، ''لكفيل بأن ينسيه مرارة الظلام ورطوبة الزنازن''، وأكد أن ''لا رجوع القهقرة بعد أن قضى البوعزيزي في تونس، حيث قتل نفسه وأحيى أمة''. وأكد المتحدث أنه كان يشعر بالفخر وهو يسمع الأساتذة عبد الإله بنكيران والرميد وآخرون، يذكرونه بالإسم عبر شاشة التلفاز الرسمية، وأضاف، ''وكنت أقرأ لإخوتي سواء في جريدة ''التجديد'' أو الجرائد المستقلة الأخرى، وأخص منها بالذكر جريدة ''المساء'' التي أرجوا الله عز وجل أن يعجل الله بإطلاق سراح مديرها''، ووجه الشكر أيضا للجمعيات الحقوقية وفي مقدمتها منتدى الكرامة لحقوق الإنسان.
وبخصوص المعاناة والتعذيب الذي يتعرض له المعتقلون خلف القضبان، اعتبر الفيزازي أن قصة كل معتقل عبارة عن درس تطبيقي لحقق الإنسان في المغرب، من خلال معالجة الأوضاع واقعيا، حيث المعتقل الشاهد على ما يقول في غياب الشهود، وذكر أنه لم يعتقل ولكنه اختطف من مسجد الداخلة، بعد أن صلى العشاء جماعة، ليفاجئ برجال أمن يطلبون منه بكل أدب خمس دقائق من وقته، وكان بينهم ''إيزو''، والي الأمن بمدينة طنجة الذي أصبح والي أمن بالقصر الملكي، حيث قبله على خده الأيمن والأيسر وطلب منه خمس دقائق تحولت إلى ثلاثون سنة، وبعد ثلاث أيام في المعاريف بالدار البيضاء، يقول الفيزازي، ''وضعوني منذ اليوم الأول في زنزانة، أقسم بالله أنه لو مكثت هناك ساعة لقضي علي، رطوبة، عفونة غبار براز للجردان''، ويذكر المتحدث أن مسؤولا في الشرطة مع شرطيين آخرين، كان يخاطبهما ويقول لهما وهو يبكي، ''نظفوا المكان لهذا العالم، فوالله ما يليق هذا المكان بهذا العالم''.
وانتقل الفيزازي بعد ذلك للحديث عن أوضاع سجن الزاكي بسلا، وقال، ''لا أجد عبارات أصفه بها، جردوني من ملابسي تجريدا تاما، ثم بدؤوا يتحدث وهو يبكي ، في تفتيش مهين جدا، شعرة شعرة وبين الأظافر ويفتشوننا في العورة، سنة عسيرة جدا، لم أضرب فيها ولم أشتم، لكنني عذبت تعذيبا نفسيا رهيبا، خمس دقائق للحمام في الشهر، والمصحف كان ممنوعا في الشهور الأولى في سجن الزاكي، وقدم لي نصيحة أحد المسؤولين، إذ قال لي أنصحك يا شيخ أن لا تقرأ القرآن جهرا، أي أن أصلي المغرب والعشاء والصبح سرا ولا حول ولا قوة إلا بالله''، وأكد الفيزازي أنهم يستطيعون أن يجردوه من كل شيء إلا من الإيمان، وأقسم بالله أنه قضى في السجن أسعد أيام حياته وعمره الآن تجاوز ثلاثة وستون عاما.
''هناك من يقول أن هناك تراجع عن أسلوب الدعوة، ولم لا، المسلم ليس قالبا من حديد، نحن نراجع أنفسنا وإذا ظهر لنا أن الحق هنا، فلما لا نتبعه، ونعتصم ونلتزم بالخط، لماذا نصر على التمادي في الخطأ، هناك فقط الثوابت والقطعيات التي لا يجب المساس بها، وتبقى الأمور التي فيها الأخذ والرد والحوار، والتدافع بالخير وبالحسنى، يمكن النقاش بخصوصها''، هكذا تحدث الشيخ الفيزازي أما حشود من الطلبة، وبينهم عدد كبير من السلفيين الذي حجوا من مختلف أحياء المدينة، للاستماع لمداخلة الشيخ الفيزازي، حيث أكد أن هناك من يطالبه بمراجعة عقيدته، حسب ما كان يقرأ عبر الصحف، وقال ''كم من الشيوعيين والملاحذة، ويعترفون بشيوعيتهم، بل منهم ربما من له مناصب عليا، هل طلب منهم أحد مراجعة عقيدتهم؟ ولا أحد، الكل عقيدته مستقيمة إلا عقيدة الفزازي، سبحان الله''، وتحدث عن من اعتبر شيخا للسلفية الجهادية، وأقسم بالله أنه ليس شيخا للسلفية الجهادية إطلاقا، مؤكدا أنه لا يوجد شيء اسمه السلفية الجهادية في المغرب، ''هو إطار مختلق، بحثوا له عن شيوخ وعن أتباع، فأوذينا بذلك، وإلا أين هي أدبيات هذا التنظيم؟ وأين هي الأهداف والوسائل والمنهج؟''، يضيف الفيزازي، وهو يخاطب السلفيين، ''أنا لست سلفيا، أنا مسلم، إذا كانت السلفية هي منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع الصحابة ومع من اتبعهم إلى يوم الدين، الله عز وجل قال هو سماكم المسلمين ولم يقل هو سماك السلفيين''، واعتبر المتحدث أن النقاش في كون الحكم لله، وأن الكلمة الفصل للإسلام، من الثوابت والكليات والقطعيات، مؤكدا أن هناك الآن مجالا للتدافع الفكري، وأكد على واجب توحد الأمة في الدعوة إلى الله، ضد الظلم وضد المنكر، وقال، ''لو قمت لأعدد ما يجمعنا مع الحركات الإسلامية لن ننتهي، فما يجمعنا لا ينتهي، ما يفرقنا لا شيء، اختلافات حول أمور بسيطة مرتبطة باللحية والقبض والسدل في الصلاة، أنا لا أتمنى السجن لأحد، ولكن والله السجن مدرسة كبرى وعظمى يعلمنا على الأقل ترتيب الأولويات، بالمحن والشدة نتعلم هاته الأمور''، وشدد الفيزازي أن العدو ليس العدل والإحسان أو التوحيد والإصلاح أو العدالة والتنمية أو التبليغيين، وأكد أن الملايين من الشعب ليسوا مع هذا ولا ذاك، فالإسلام يجمع الجميع، ويرى الفيزازي أن ''أمور صغيرة تفرقنا، لنضعها جانبا ونضع أرضية للتوحيد من أجل نشر الفضيلة والأخلاق المحمدية وحب الله ورسوله، ثم بعد ذلك نناقش المختلف عليه وإن قل''.
ويؤكد الفيزازي أن هناك حاجة للإتحاد على كلمة سواء بأهداف مسطرة، وقال، ''قد يسألني أحد عن الدموقراطية، أقول أنه إن كانت الدموقراطية هي العدل والمساواة ومحاسبة ناهبي المال العام، ومحاسبة الحاكم على أخطاءه، فأنا مع الدموقراطية، لكنني لست مع الدموقراطية إن كانت تقصي الإسلام وتحارب دين الله، وأنا مع العدل والحرية ومحاسبة الفساد والاستبداد وإسقاط الظلم''.
وتقدم الفيزازي بالشكر إلى من وقفوا ضد مهرجان موازين من الفنانين الشرفاء، وقال، ''سمعت أن هناك مهرجان سيكلفنا ستة ملايير و200 مليون، أولا أشكر كثيرا، من وقفوا ضد موازين بالرغم من أنهم من دنيا وعالم الفن، وأخص بالذكر الفنان بزيز، هذا شيء يثلج الصدر، هؤلاء الفنانين الذين وقفوا ضد موازين، إنما وقفوا في وجه الإنحلال والفن الرخيص، وفي وجه الضحك على جيوب المغاربة الذين يناضلون من أجل لقمة الخبز، ومن أجل سقف يحمي كرامة الإنسان، نحن لسنا في حاجة لهذا التبذير الكبير للأموال''.
الفيزازي والاستئصاليين
أكد الفيزازي أن بعض الاستئصاليين، أرادوا أن يوقعوا بينه وبين شباب 20 فبراير، لكنهم لم يفلحوا، حسب قوله، في زمن ''الأستاذ الفايسبوك''، حيث انتهى زمن الهيمنة الإعلامية، وألح أنه لم يرى في حركة 20 فبراير، ''شعارا واحدا، أو على الأقل لم يبلغه شعار واحد فيه المس أو الطعن في الإسلام''، وأضاف، ''ما أراه أن في هاته الحركة شباب يريدون أن يسقطوا الفساد، وأنا أريد إسقاط الفساد، يريدون إسقاط الظلم والاستبداد وأنا أريد إسقاط الظلم والاستبداد، يريدون رفع المستوى المعيشي للمواطن المسلم في المغرب، ويريدون محاربة المفسدين ومعاقبة ناهبي المال العام، وأنا أريد ذلك''.
وبخصوص ''قسوته وغلظته على مجموعة من الجهات الدعوية والحركية''، قال المتحدث، ''أقول اليوم، أننا كنا نساعد الاستئصاليين ونساعد الذين يريدون اجتثاث كلمة التوحيد من الديار الموحدة الإسلامية، كأنني شخصيا والذين كانوا يحذون حذوي، كأننا كنا نساعدهم على التطاول على كلمة الإسلام، والتطاول على أخلاق الإسلام''، ويرى المتحدث أن السنين الطويلة في السجن علمته الكثير من الأشياء، منها أن يحول قلميه ولسانه إلى حب كل من يقول لا إله إلا الله، وإلى التعاون مع كل من يحب الإسلام والخير للأمة الإسلامية سواء كانوا من العدالة والتنمية أو من جماعة العدل والإحسان أو التبليغ أو السلفيين، واعتبر أن هاته العناوين لا تهمه بقدر ما يهمه تظافر جهود الجميع، للتعاون بالحكمة والحسنى من أجل ''مقاومة الإستئصاليين الذين يريدون شرعنة الفساد في ديار الأمة الإسلامية''.
اعتقلوا معاشي
ردا على من تساءل عن حصول الفيزازي على تعويض مادي بعد خروجه من السجن، أكد الفيزازي، أنه متقاعد من التعليم منذ سنة ,2001 وبعد اعتقاله سنة ,2003 واعتقل معه معاشه، الذي هو بمثابة رزق أولاد وأهله، وتحدث الشيخ عن محاولة أحد أولاده العمل لتوفير لقمة العيش للعائلة، وقال، ''بمجرد وضع مقعده في محل العمل، زج به في السجن لمدة خمس سنوات، وأنا لي تسع بنات، وكأن الذي يفعل بي هذا إنما يريد أن يضيق علي في الرزق لعل البنات يخرجن إلى الشارع ليقال أنظروا لفتيات الشيخ، ولحالتهن''، وأضاف قائلا، ''ويشاء الله عز وجل، وأنا لا أتقاضى أي أجر لمدة ثماني سنوات، والأبناء يدرسون، وأجرة الكراء تؤدى، ومصاريف الضوء والماء والهاتف أيضا، وأبنائي يلبسون ويؤكلون أحسن مما كانون من قبل، والله لست أدري من أين لهم بهذا''.
أبو حفص من سجنه: ملف المعتقلين الإسلاميين ''أسوء ملف عرفه تاريخ المغرب المعاصر
من جهة أخرى، وخلال نفس الندوة الحقوقية، ألقى المعتقل خاف قضبان سجن بوركايز بفاس، الشيخ أبو حفص، مداخلة مباشرة عبر الهاتف، بتنسيق مع الجبهة الوطنية للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، حيث قدم شهادة عن واقع التعذيب والإهانة في السجون المغربية، حيث أكد أنه وقف بنفسيه على من كسرت رجليه، وتهشمت عظامه، وكشفت عورته، وأوذي في كرامته، واعتبر أن الواقع الحقوقي، هو أحد الشهود على أرض الواقع، وتحدث عن الإهانات التي كانت تمارس على المعتقلين في السجون، وقال أبو حفص، ''بدءا من مدير سجن سلا، الذي كان يجبرنا على قضاء حوائجنا وأيدينا مرفوعة إلى السماء، ثم سجن القنيطرة، حيث أذاقنا مديره أسوء أنواع التعذيب، إذ أمضيت رفقة الشيخ الفيزازي شهورا من ''الكاشو'' في الحي ''د''، حيث لا مجال لرؤية الشمس إطلاقا''، وتطرق المتحدث إلى مسير النضال والإضرابات عن الطعام، والتي حققت بعضا من الانفراج، ''قبل أن تتدخل جيوب المقاومة، معلنة عن عدد من الخلايا النائمة''، يضيف أبو حفص.
وأكد أبو حفص، أن ملف المعتقلين الإسلاميين يعتبر ''أسوء ملف عرفه تاريخ المغرب المعاصر ووصمة عار في جبين المغرب''، وتساءل، كم أحرقت من أكباد؟ وكم سالت من دموع؟، وأضاف، ''اليوم، وقد هلت علينا رياح الحرية والتغيير، وخرج الأشراف الأحرار في كل البلاد، ينشدون العيش الكريم والعدالة الحقيقية، لا مكان للظلم في بلادنا، نحن نعيش مرحلة تاريخية دقيقة، مرحلة هبت فيها رياح العدالة والحرية، وهي لا تسمح أبدا باستمرار الظلم''.
وردا على الصبار الذي صرح لوسائل الإعلام الأسبوع الماضي، بأن الإفراج عن الدفعة الأولى من المعتقلين الإسلاميين، شملت الحالات ''الواضحة''، اعتبر أبو حفص، أن الصبار فاته أن هناك حالات لا تقل وضوحا، وقال، ''لا أريد أن أتحدث عن قضيتي ولا عن قضية الشيخ الكتاني، سأترك لكم أن تحكموا عن ما إن كانت واضحة أم لا، ولكنني سأتحدث عن قضية معتقل أراه كل يوم، وقضيته واضحة وضوح الشمس في السماء، إنه معتقل اتهم بالاعتداء على صاحب سيارة، واليوم الذي وقعت فيه الحادثة المشؤومة، كان هذا المعتقل، كما هو مدون في جل المحاضر، يقضي أشهرا في سجن عين قادوس في قضية جنحية، ليزج به لاحقا في ملف هو منها براء''.
واعتبر أبو حفص، أنه بعد الخطوة الأولى، التي استحسنها، وينتظر الخطوات القادمة، وبالرغم من أنه بريء، كما قال، ''والبريء حكمه أن يكون بين أهله لا في الزنزانة''، أعرب عن تقديره للظروف الحالية، وقال، ''سوف نصبر ونحن ننتظر هذا المسلسل، وسوف نساهم ونساعد في الاستمرار في الأوراش الكبرى التي تعرفها بلادنا، لكننا لا نتمنى أن يطول الانتظار، فالأوضاع التي تشهدها الأمة لا تسمح باستمرار اعتقالنا في السجون''. وأخيرا، وجه أبو حفص التحية لشباب 20 فبراير، وكل الهيآت والمنظمات التي آمنت بقضية المعتقلين، وأضاف قائلا، ''وعلى رأس هاته الهيآت، منظمة التجديد الطلابي، التي آمنت بقضيتنا منذ اللحظة الأولى، وساندتنا أيام الضيق وأيام الشدة، فشكرا لكم جميعا على أمل اللقاء بكم قريبا''.
أمين الركَالة: هناك حاجة لمراجعة القيم المهيمنة والتخلص من الجبن
اعتبر الأستاذ أمين الركالة، أن هناك ميزات تميز المشهد الحقوقي بالمغرب، ووقف على ثلاث سيمات تميز المشهد الحقوقي الحالي، حيث يتميز بنوع من المد والجزر، ويتميز أيضا بالتعاطي مع ملف المعتقلين بنوع من التقسيط، إذ يطلق سراح البعض ويترك أغلبية المعتقلين خلف القضبان، ثم أيضا بسمة محاولة ملأ السجون بمعتقلين جدد، حيث ضرب مثالا باعتقال الصحفي رشيد نيني، إذ اعتبره يؤدي ثمن جرأته وثمن مسؤوليته في إخبار القراء بعدد من الحقائق حول الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالمغرب، وأكد المتحدث أن الواقع الحقوقي هو نتيجة مجموعة من الشروط، منها الشروط الدستورية، حيث توقف عند المطلب والغاية من الدستور، والتي لخصها في الحرية والمساواة، ثم الاشتراطات السياسية، إذ يرى أن ''الديموقراطية هي مساواة جميع المغاربة أمام القانون، وهي ضمان حقوق جميع المغاربة، وهي التداول السلمي على السلطة، وبالتالي الاشتراطات السياسية تقتضي من وجهة نظره الانفتاح على نظام دموقراطي، يكون فيه الحكم لصناديق الاقتراع، ويضمن التداول السلمي على السلطة. أما الاشتراط الثالث، فهو ثورة ثقافية تطال أولا منظومة القيم بالمجتمع المغربي، حيث يرى، أن هناك حاجة لمراجعة القيم المهيمنة والتخلص من قيمة الجبن نحو قيمة الجرأة والشجاعة، والانتقال من قيم العهر إلى قيم العفاف، والانتقال من قيم الفردانية المتوحشة إلى قيم الجماعة المتماسكة والمتكافلة، واعتبر أن إشكالية القيم هي في صلب الإشكال الثقافي بالمغرب.
ودعا الركالة إلى إسقاط الهيمنة الثقافية الرسمية، واعتبر أن المعركة التي يقوم بها الآن شباب 20 فبراير من أجل إسقاط موازين، ''هي من صلب المعركة، لأنه من أدوات التنميط''، يقول الركالة.
وآخر الاشتراطات حسب الركالة، هي ''استمرار ضغط الشارع''، إذ يرى أن حركة 20 فبراير عليها أن تستمر في ضغطها من أجل تحقيق ثلاث أشياء، وهي قلب موازين القوى لتصبح لصالح الجماهير الشعبية، ثم إطلاق كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي والعقيدة، وأخيرا مواكبة وبلورة مشاريع بديلة لكل المشاريع الرسمية المطروحة.
وفي معرض رده على مداخلات الطلبة، اعتبر الركالة، أن الحقوق لا تنفصل عن بعضها، ''فالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كلها مجتمعة ومتكاملة لأن الاحتكار الاقتصادي يحميه الاستبداد السياسي والهيمنة العسكرية''، واكد أن ما يشهده الوطن العربي والإسلامي اليوم، ''مرتبط ببؤر الثروات الطبيعية للشعوب العربية والإسلامية، من احتلال العراق إلى الهيمنة على منطقة الخليج''، ليختم حديثه بالتأكيد أن الشعب المغربي يعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية، اعتبرها ''نتيجة للاستبداد السياسي الذي يحمي الاحتكار الاقتصادي، واغتصاب الثروات الطبيعة، ويحمي عدم التوزيع العادل للثروات''، ويرى أنه بالرغم من أن أساس الإشكال هو اقتصادي، لكن ذلك لا ينفك حسب اعتقاده عن الاستبداد السياسي، إذ'' الصراع الحضري جوهره سياسي مرتبط بإشكالية السلطة''.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.