تحتفل المدرسة الحسنية للأشغال العمومية هذا العام بالذكرى الأربعين لتأسيسها, التي تخلد لمسيرة حافلة في مجال التكوين المتعلق بالهندسة, حيث راكمت هذه المؤسسة إنجازات كبيرة منذ تأسيسها في فاتح أكتوبر سنة 1971, أهمها تخريج آلاف المهندسين في مختلف التخصصات . وقد أنشأت هذه المدرسة, المتواجدة بالدار البيضاء, قصد تكوين مهندسين وتطوير كفاءاتهم في ميادين هندسة البنيات التحتية والبناء والأشغال العمومية وتهيئة التراب الوطني, وكذا في هندسة التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال, لتنضاف إليها بعد ذلك تخصصات أخرى حسب متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب. وفي هذا الإطار, تقوم المدرسة الحسنية للأشغال العمومية, بتكوين مهندسي دولة أكفاء لفائدة الإدارة والجماعات المحلية والقطاع الخاص, وبالرفع من مستوى البحث العلمي في الميادين المرتبطة بمجالات اختصاصها, مع توفير تكوين مستمر للمهندسين والأطر العليا التابعة لقطاعين العام والخاص. كما تولي المدرسة أهمية كبيرة للمقاولة كما أبرز ذلك مدير المدرسة السيد عدنان بوكامل - خلال منتدى خاص بالمقاولات نظمته هذه المؤسسة في شهر أبريل الجاري, حيث أبرز أهمية تكوين المهندسين لفائدة المقاولة في إطار رؤية تعتمد بالأساس الشراكة مع المقاولات. +تخرج 4336 مهندسا في ظرف 40 سنة+ وحسب إحصائيات ومعطيات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء من مسؤولي المدرسة الحسنية للأشغال العمومية, فقد تخرج من هذه المؤسسة حتى يونيو 2010 ما مجموعه 4336 مهندسا, وذلك بعد تخرج الفوج 36 السنة الماضية الذي ضم 153 مهندسا في مختلف التخصصات . أما الفوج 37, الذي يتوقع تخرجه في يونيو المقبل والمتكون من 253 مهندسا, فسيساهم في تعزيز رصيد المدرسة الحافل بتكوين المهندسين المغاربة والأجانب, مع الإشارة إلى أن البعض من هؤلاء المتخرجين يحتلون حاليا مواقع هامة في إنجاز الأوراش الهيكلية الكبرى التي فتحها المغرب منذ عدة سنوات وأشارت هذه الإحصائيات والمعطيات إلى أن مجالات تكوين المهندسين بهذه المؤسسة, تهم بشكل خاص الهندسة المدنية, وهندسة الماء والبيئة والمدينة, والهندسة الكهربائية, وهندسة المعلوميات, وهندسة العلوم الجغرافية, وهندسة الأرصاد الجوية. كما أن المدرسة تضطلع بدور كبير في مجال التكوين المستمر لفائدة أطر ومسؤولي القطاعين العمومي والخاص, من خلال إحداث مجموعة من شهادات الماستر تتعلق أساسا بالتكوين المستمر في ميادين الأعمال والإدارة وتدبير الموارد البشرية, وتدبير المشاريع وتشييد الأوراش . وبخصوص طريقة التكوين والتكوين المستمر, اعتمدت المدرسة الحسنية للأشغال العمومية منذ مدة - في إطار انفتاحها على مستجدات العصر - المسارات البيداغوجية المتعارف عليها دوليا, فضلا عن تبادل الطلبة المهندسين بين مدارس التكوين من أجل بلوغ غاية ازدواجية الشهادة . +جودة التكوين وتوجه نحو العمل الاجتماعي+ وقد أكد مسؤولو المدرسة في أكثر مناسبة, كان آخرها ( ملتقى المبادرة إلى المشاركة المواطنة) الذي نظمته هذه المؤسسة مؤخرا, العزم والعمل في اتجاه الرفع من أداء هذه المؤسسة وتطويرها, وذلك من خلال العمل المشترك مع الأساتذة والأطر وطلبة المدرسة. كما أبرزوا توجه هذه المؤسسة في الفترة الأخيرة نحو الأعمال الاجتماعية والخيرية, الهادفة إلى ترسيخ مبادئ المساواة والتعاون بين أفراد المجتمع المغربي, وذلك في أفق إدماج الطلبة المهندسين في العمل الجمعوي وتحسيسهم بضرورة الانخراط في خدمة المجتمع المدني. وتبقى هذه المؤسسة, بفضل جودة تكوينها المعترف به دوليا, من أهم المؤسسات الوطنية التي تمد البلاد بأفضل المهندسين لكي يدفعوا بعجلة التنمية إلى الأمام. ولهذا السبب, تشكل هذه المؤسسة قبلة للطلبة المتفوقين المغاربة منهم والأجانب, لكي يضعوا اللبنة الأولى لمساراتهم المهنية. فالمتخرجون من المدرسة الحسنية للأشغال العمومية يحظون بفرص مهنية وافرة في عالم الشغل سواء تعلق الأمر بالقطاع العام أو الخاص, وذلك بفضل انفتاح المؤسسة منذ نشأتها على محيطها الاقتصادي والاجتماعي.إعداد عبد اللطيف الجعفري .