اعترف أحمد الريسوني، القيادي في التوحيد والإصلاح واللاجئ الاقتصادي والبروفيسور كما تصفه "ثكنة" الجزيرة القطرية، أنه لم يصوت سوى مرة واحدة في حياته وقد خاب أمله في تلك اللحظة، وقال إنه سوف يتفضل ممتنا على هذا المغرب بالتصويت مرة ثانية وستكون الأخيرة "إذا لم يعجبه الحال"، وسنكون مضطرين لرمي "العار" على الخبير الأول في تزوير التاريخ والمعرفة كي يصوت وإلا ستكون الانتخابات غير نزيهة وستكون مغشوشة ولا قيمة لها ولا بركة فيها حيث يتوفر الفقيه "المقاصدي" على بركة يستمدها من بركة فقيه اللعب على الأحبال يوسف القرضاوي. لقد وصل صوت أحمد الريسوني إلى القمة حيث أصبحت له قيمة معنوية، ولا صوت إلا صوت الريسوني ولا صندوق إلا صندوق جدة حيث يستمد دخائره، ويبدو أنه استقوى بالجوار الكريم حتى أنه لم يعد يقنعه شيئا سوى وزارة يدافع فيها عن المذهب المالكي بعد أن يلبسه جلباب "الوهابية السرورية" نسبة إلى زين العابدين سرور الذي علمهم بداية الثمانينات من أين تؤكل الكتف خصوصا إذا كانت مصحوبة بسلاطة وكؤوس الشاي وآيات بينات من الذكر الحكيم. بعد أن انكشف الريسوني وظهرت تبعيته للشرق وخصوصا مبايعته للشيخ يوسف القرضاوي إماما للعصر وفقيها للأمة بلا منازع لم يعد يجد غير صوته ليقايض به، لكن لا ننسى أن الريسوني بدل مجهودا جبارا ومجاهدات ومكابدات من أجل كسب الرمزية ولو من الخارج وبالتالي لا نستغرب عندما يوحي الريسوني بأن صوته مهم للدرجة التي قد يحرم فيها الصناديق من بركاته. لكن مهلا أيها الشيخ إن المغرب عبر تاريخه لم يقبل التسقط من متاع الآخرين وحافظ على رؤيته الخاصة للدين ومن تمة فإن مقامك قرب "صحوات البترودولار" لن يعطيك القيمة التي تتوهم أنك تستحقها بل سيجعلك محط استخفاف من الجميع. كيف تجهر بتصويتك مرة واحدة في حياتك وأنت كنت رئيسا لحركة التوحيد والإصلاح التي ولدت حزب العدالة والتنمية من نكاح غير شرعي مع حزب الراحل عبد الكريم الخطيب؟ كيف تمتنع عن التصويت وأنت كنت في القيادة الثانية للحزب فقط لأنهم حرموا عليك الجمع بين قيادتين؟ فأنت خنت حزبك قبل أن تخون الوطن لأنهما عندك بهذا الترتيب وأنت مؤمن بالدائرة الصغيرة قبل الكبيرة. لكن لم تقل لنا لماذا حصل حزبك على هذه المقاعد وقد حرمته من بركات صوتك؟ صوتك، ياريسوني، لا قيمة له إلا كونه صوت مواطن مغربي من حقه أن ينتخب من يشاء لتمثيله في المؤسسات، وصوتك يشبه صوت أي مواطن مغربي، صوت يشبه صوت الطبيب والوزير والنجار وبائع السجائر بالتقسيط. هل نسي الريسوني أن الصناديق صامتة وغير ناطقة؟ وهل نسي أن الصوت لما يصل إلى مكانه يصبح صوتا دون إضافة؟ وهل نسي أن الإسم لا اعتبار له في العملية؟ ويبدو أن الريسوني اختلط عليه التصويت العام وتصويت الناخبين الكبار وسبب الخلط هو أن الريسوني يعد نفسه من الكبار. لا قيمة لصوت الريسوني، الذي اختار مال "صحوات البترودولار" على الوطن، إذا لم يكن شهادة حق يمنحها للمرشح حتى لو اضطره الأمر عدم التصويت على مرشح العدالة والتنمية إن لم يكن في نظره يستحق تحمل مسؤولية تمثيل المواطنين.