سجل الثوار تقدما في الجهة الغربية بعدما استعادوا السيطرة على عدة مدن وقعت في أيدي القوات الحكومية قبل أسبوع, في الوقت الذي تكثفت فيه الجهود الدولية لإيجاد بدائل سياسية للأزمة التي تعصف بليبيا. وقد استولى الثوار أمس الأحد على بن جواد الواقعة على بعد 140 كلم من مدينة سرت, مسقط رأس القذافي, الهدف المعلن المقبل للثوار, بعدما استعادوا مدينة راس لانوف النفطية خلال تقدمهم بدعم عبر الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي. لكنهم تعرضوا صباح اليوم الإثنين لنيران رشاشات ثقيلة من جانب قوات القذافي قدموا في حافلات الى الطريق التي تربط بن جواد بالنويفلية في اتجاه سرت. وعاد حينئذ الثوار نحو بن جواد قبل أن يتراجعوا أمام نيران المدفعية الثقيلة. وشكلت استعادة مدينة اجدابيا (160 كلم جنوب بنغازي) ومدينة البريقة النفطية (80 كلم غربا) أول أمس السبت, أول انتصار للثوار منذ بدء التدخل العسكري الدولي في 19 مارس. وأوضح المتحدث باسم المتمردين في بنغازي شمس الدين عبد الملا انه منذ الخميس الماضي, ساهمت الغارات "في تهيئة ساحة المعركة" وقام ضباط وجنود انضموا الى الثوار بدور رئيسي ونسقوا هجماتهم مع التحالف. وفي غضون ذلك, تكثفت الجهود الدولية الرامية الى إيجاد تسوية للأزمة الليبية, إذ أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, عشية اجتماع ستعقده مجموعة الاتصال في لندن غدا الثلاثاء, عن مبادرة فرنسية-بريطانية تهدف الى ايجاد حل سياسي للأزمة. وأعلنت إيطاليا, القوة الاستعمارية سابقا, أنها ستعرض أيضا خطة تلحظ رحيل القذافي. وقال وزير الخارجية فرانكو فراتيني انه "حتى داخل النظام هناك من يعمل على هذا الحل". ن جانبها, تشارك جامعة الدول العربية في اجتماع لندن لتدارس تطورات الوضع في ليبيا والبحث عن حلول وبدائل سياسية للأزمة التي يعيشها هذا البلد. وأوضح مصدر بالجامعة أمس الأحد أن وفدا رفيعا من الجامعة العربية سيشارك في هذا الاجتماع الذي ستحضره أيضا الأطراف المعنية خاصة الدول المشاركة في التحالف الدولي بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والدول الأعضاء بمجلس الأمن ودول الجوار الليبي. وأضاف المصدر ذاته أن اجتماع لندن يهدف إلى تنسيق المواقف والعمل من أجل دراسة أنجع السبل لتسوية الأزمة الليبية في إطار التحالف الدولي, مبرزا أن هذا الاجتماع يعد الثاني بعد مؤتمر باريس الذي عقد الاسبوع الماضي وأعطى الضوء الاخضر لتوجيه ضربات عسكرية ضد مواقع للقوات الموالية للعقيد القذافي. ومن جهة أخرى, أعلنت قطر اليوم اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا "ممثلا شرعيا وحيدا" للشعب الليبي لتصبح أول دولة عربية تقوم بهذه الخطوة, حسبما أفادت وكالة الأنباء القطرية. وذكرت الوكالة أن قطر التي تشارك في عمليات الحظر الجوي في ليبيا "قررت الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي". ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله بان "هذا الاعتراف ياتي عن قناعة بأن المجلس قد أصبح عمليا ممثلا لليبيا وشعبها الشقيق بما يضم من ممثلين لمختلف المناطق الليبية وبما يحظى به من قبول لدى الشعب الليبي". . وعلى الميدان, واصلت قوات التحالف الدولي القصف اليوم مستهدفة مواقع في مدينتي سبها (جنوب) ومزدة جنوبيطرابلس, بينما سمع دوي انفجاران كبيران في تاجوراء, الضاحية الشرقية للعاصمة طرابلس. ونقلت وكالة فرانس بريس عن شاهد عيان قوله أنه في سبها, معقل العقيد معمر القذافي في جنوب البلاد, تعرضت المدينة اعتبارا من الساعة الرابعة من فجر اليوم لقصف "عنيف" و"كثيف جدا" من قبل التحالف الدولي, موضحا إنه "تم إجلاء سكان من بيوتهم الى المزارع المحيطة بالمدينة. بدوره, أعلن مصدر عسكري لوكالة الأنباء الليبية الرسمية عن "تعرض مواقع مدنية وعسكرية بمدينة مزدة (200 كلم جنوبطرابلس) في الساعات الأولى من صباح اليوم الى قصف العدوان الاستعماري الصليبي" في اشارة الى التحالف الدولي. وأفادت الوكالة الرسمية ايضا ان "العدوان الاستعماري الصليبي قصف فجر اليوم الاثنين احياء سكنية في مدينة سبها, وقد أدى هذا القصف العدواني الاستعماري الصليبي, الى تدمير عدد من بيوت المواطنين في هذه الاحياء والى اشتعال الحرائق في عدد آخر".وأضافت أن "مصادر اللجنة الشعبية للصحة في شعبية سبها افادت بوقوع عدد من الضحايا المدنيين في قصف هذه الاحياء السكنية, مشيرة الى ان العمل جار لاحصاء هؤلاء الضحايا المدنيين".