ركزت القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي هجماتها اليوم على مدينة راس لانوف شرقي البلاد التي قصفتها عدة مرات بالطائرات، وكذلك مدينة الزاوية التي قصفتها من الغرب والشرق، في هجوم وصف أنه الأعنف منذ بدء الأحداث بليبيا، في حين يواصل الثوار استعداداتهم للزحف باتجاه بلدة بن جواد التي انسحبوا منها أمس. ونقلت الجزيرة صور أعمدة الدخان وهي ترتفع من أحد أحياء راس لانوف بعد تعرضه لقصف جوي، وقال مراسل الجزيرة بالمدينة إن المدينة تتعرض منذ الصباح لغارات جوية متكررة، في محاولة لمنع الثوار من مواصلة زحفهم باتجاه الغرب. وأشار المراسل عبد العظيم محمد إلى أن سكان راس لانوف قاموا بعمليات إخلاء واسعة للنساء والأطفال بالمدينة، سعيا لتجنيبهم ضربات القوات الموالية للقذافي، ومنعا لتكرار المأساة التي تعرضت لها العائلات في بلدة بن جواد أمس على أيدي كتائب القذافي. وأوضح المراسل أن الثوار يتقدمون حاليا باتجاه بلدة بن جواد من جهة الشرق، بينما تتمركز قوات القذافي والمرتزقة واللجان الشعبية والثورية وسط المدينة. ومن جهته ذكر مراسل الجزيرة في بنغازي شرقي ليبيا بيبه ولد امهادي أن حشودا من المسلحين تغادر المدن الشرقية باتجاه راس لانوف لمساندة الثوار هناك. وحسب وكالة رويترز، تم إجلاء صحفيين من فندق راس لانوف الرئيسي قبيل الفجر بعدما أكد لهم العاملون هناك أنه ليس بإمكانهم ضمان سلامتهم. وكان الثوار قد انسحبوا من بلدة بن جوّاد غرب راس لانوف أمس للمرة الثانية بعد تعرضهم لقصف بالدبابات والصواريخ. ضرب الزاوية أما مدينة الزاوية فقد كانت صباح اليوم هدفا للقصف من الغرب والشرق من قبل قوات القذافي، وهو الهجوم الذي وصفه الصحفي لطفي الزاوي في اتصال مع الجزيرة بأنه أعنف هجوم تتعرض له المدينة منذ بدء المواجهات فيها. وأضاف أن قوات المدفعية الموالية للقذافي قصفت مباني وسط المدينة بجوار ميدان الشهداء الذي يشهد احتجاجات ضد القذافي، وهدمت جزءا كبيرا من فندق يقع في المنطقة. وكانت المدينة قد تعرضت لهجوم يوم أمس تمكن الثوار من صده وحرقوا –حسب شهادة الصحفي نفسه- أربع دبابات واستولوا على اثنتين، كما قتلوا 12 من قوات القذافي بينهم مرتزقة أفارقة وأسروا ثلاثة. معارك ضارية وكان الثوار قد صدوا هجومين عنيفين يوم أمس على الزاوية ومصراتة واحتفظوا بسيطرتهم عليهما وأسروا عددا من جنود القذافي في معارك أسقطت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين. وذكر موقع صحيفة يوسبريدس الليبية المعارضة مساء الأحد أن هجوم قوات القذافي على المدينة أدى إلى مقتل 19 شخصا، ثلثهم من المدنيين بينهم طفل، وأن الثوار استطاعوا قتل عشرة من المهاجمين وأسر 13 آخرين بعدما حاصروهم داخل المدينة في كمين محكم. وبدورها نقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان قوله إن مصراتة -الواقعة على بعد 200 كلم شرق طرابلس- شهدت أعنف معركة منذ بدء الثورة استخدمت فيها القوات الحكومية الدبابات والمدفعية، وأضاف "جاؤوا من ثلاثة اتجاهات وتمكنوا من دخول البلدة من الغرب والجنوب، ولكن عندما وصلوا إلى قلب مصراتة صدهم الثوار". ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر طبي تأكيده أن معارك مصراتة أمس أسفرت عن مقتل 21 شخصا بينهم أطفال، وإصابة 91 آخرين، حالة تسعة منهم وصفت بالخطيرة جدا. وأكد المصدر نفسه أن الغالبية العظمى من القتلى والجرحى هم من المدنيين، مرشحا تزايد العدد بعد عودة الهدوء للمدينة.