زعمت جماعة العدل والإحسان منذ بداية تشكلها أنها قوة أخلاقية قبل أن تكون جماعة دعوية وحركة سياسية، قوة أخلاقية تقدم النموذج للمجتمع حتى يحذو حذوه ويتبع خطوه، وملأت الدنيا كلاما أن الهم الأساسي لها هو تربية الناس على التطلع للآخرة وما الدنيا إلا وسيلة فقط، وقالت إن إقامة الخلافة ما هي إلا غاية تسمو فوقها الغاية الإحسانية، وبنت كل حركتها واستعملت في استقطابها وسيلة واحدة وهي التربية على الأخلاق، يقول عبد السلام ياسين في كتابه "المنهاج النبوي" )نريد أن يكون سلوكنا على بصيرة واتباع، ونريد أن تكون الدعوة دعوة إلى الله، لا مجرد دعوة للإسلام أو مجرد دعوة للجهاد. فإن ذكر الغاية- وهي وجه الله تعالى- والتذكير بأن الأمر سير، وسلوك، ومراحل زمنية مداها عمر الفرد واستمرار الرسالة إلى يوم القيامة، يعطينا تصورا متحركا للإسلام، يصور لنا الإيمان مجموع علاقات بين العبد وربه وبين العبد والناس، ثم بين جماعة المؤمنين المخاطبة بالقرآن، وبين سائر بني الإنسان، تم يصور لنا معنى كل ذلك، ومعنى المبدإ والمعاد والدنيا والآخرة( . ومزاعم جماعة العدل والإحسان بكونها قوة أخلاقية لا تنتهي، وتحدث ياسين كثيرا عن الطليعة المجاهدة ووضع لها خصالا لا تحيد عنها وهي كلها مأخوذة من كتب التراث، والطليعة المجاهدة في نظر ياسين هي التي تمثل زبدة المجتمع وخاصته الذين لا هم لهم سوى الآخرة، وصور ياسين على أن الطليعة، التي أصبح يختزلها اليوم في جماعته بعد أن رفضت باقي الجماعات الانضمام إليه، على أنها مجموعة من الأعضاء المتميزين بكل الأخلاق الحسنة. لكن ادعاءات ياسين وأتباعه تحطمت على صخرة الواقع التي لا ترحم، وتبين أن للجماعة مقالا لا يوافق واقع الحال، واتضح أن الأخلاق الحسنة والقوة الأخلاقية ما هي إلا وسيلة للدعاية الجذابة، ولنا من مناضليها وأعضائها وقيادييها ما يشهد ويزكي ذلك. وقبل أن نتحدث عن نماذج من سوء الأخلاق ومن الاختلالات السلوكية وسط الجماعة لابد من التذكير بالطريقة "الأخلاقية جدا" التي تتعامل بها جماعة العدل والإحسان مع أتباعها وخصوصا من تبدو عليه علامات اختلاف مع الجماعة، فليس لها من وقت لتحاور المخالفين وتضيعه معه بل تلجأ إلى حل وحيد وهو الضربة القاتلة، حيث يتم مقاطعة العضو ولما يسأل عنه الآخرون يتم التشكيك في ذمته واتهامه أخلاقيا وسلوكيا بل يتم اعتماد جمل مبهمة تعطي انطباعا لباقي الأعضاء أن الأخ ارتكب جرما لا يغتفر. لكن المشكلة عندما يتحدث أي مطلع عن الانهيار الأخلاقي داخل جماعة العدل والإحسان تلجأ الجماعة كعادتها إلى ما تسميه الاستهداف الذي تتعرض له من قبل خصومها وتختبئ وراء المظلومية. ويوم انفجرت قضية رشيد غلام منشد الجماعة تحركت آلة الجماعة بشكل خطير لتبرئه من كل التهم الموجهة إليه رغم أن الشخص المعني ضبط متلبسا بالخيانة الزوجية بل إنها اختلقت قصة غريبة فيها اختطاف وتنويم وغيرها والواقع أن الرجل ضبط مع سيدة في حالة فساد أخلاقي، وهذه جريمة قد يقع فيها أي إنسان لكن لا يمكن أن نجعل من منشد يعيش بطريقة امبراطورية ملاكا لا يخطئ. لكن رغم أن الجماعة تضع رأسها في التراب مثل النعامة فإن الصور الخليعة التي نشرت لمناضلها أحمد باهي وهو نقيب للجماعة بجهة أولاد تايمة لم تترك لها الفرصة للهروب إلى الأمام، ولم تجد ما تبرر به تورط الناشط العدلوي في الخيانة الزوجية. وإمعانا من الجماعة في ادعاء الطهرانية وأن أعضاءها من الأصفياء حاولت التنصل من التهمة الموجهة لنقيب شعبتها بالناظور الذي تابعته سيدة كانت تشتغل لديه كخادمة بتهمة افتضاض بكارتها الذي نتج عنه حمل بين ولتأكيد اتهامها طالبت بإجراء خبرة طبية للتأكد من أنه هو الفاعل، والأدهى والأمر أن مناضلا آخر بالجماعة هو من حاول التستر على الجريمة بإيواء الضحية بمنزله ويتعلق الأمر بعبد الجليل برزيزوي. ولم تقف جرائمهم عند هذا الحد بل تجاوزتها للاستغلال الجنسي للأطفال مثلما هو الحال مع شغلوفي الفاطمي عضو الجماعة بتاتجيت الذي حوكم بثلاث سنوات سجنا نافذا بمحكمة الاستئناف بوجدة بتهمة الاستغلال الجنسي لطفل قاصر. ويتذكر الرأي العام عضو الجماعة في القصر الصغير أحمد سوجة الذي حوكم من أجل تهم تتعلق بالهجرة السرية. وحاول أعضاء الجماعة تشويه سمعة البحث العلمي عندما أقدمت عزيزة السخراجي على عملية غش في الامتحان بماستر سوسيولوجيا وقد تم إقصاؤها لمدة سنتين من طرف المجلس التأديبي لكلية الآداب بمراكش ولا ننسى أنها مسؤولة بالقطاع النسائي. ومن جرائمهم المساهمة في تخريب الملك العمومي حيث حوكم عبد الحفيظ إيدير، عضو الجماعة في بركان من أجل تهم تتعلق بتورطه في سرقة الأسلاك الكهربائية ومارس عضو الجماعة كمال كدروش تزوير أرقام سيارة وحوكم أحمد محمودي من طرف محكمة الناظور من أجل التزوير واستعماله. وبرع أعضاؤها في النصب والاحتيال بعد كسب ثقة المواطنين وخصوصا أولئك الذين ينبهرون بمظاهر التدين المغشوش، فعبد الكبير كرامة ما زال يستغل 38 هكتارا من الأراضي السلالية بمنطقة القنيطرة رغم أنه لم يلتزم بدفتر التحملات الذي يشترط فيه استثمار أموال مهمة ويشغل يدا عاملة لا بأس بها، لكن المثير في الأمر هو لماذا سكتت وزارة الداخلية عن هذا الخرق ولم تفعل آليات البحث ولم تحرك المتابعة بصدد هذا الملف، وما هو السر في هذا الخرق القانوني الخطير وهل هناك تواطؤ أم إن الوزارة تنظر بمنظارين؟ وحوكم رضوان جبيلو بأربعة أشهر نافذة من طرف ابتدائية طنجة بتهمة النصب والاحتيال على إدارة الضرائب، ولطفي حساني، الكاتب الجهوي للدائرة السياسية بوجدة وممثل الجماعة باللجنة العربية للمهندسين متهرب من إدارة الضرائب ومدين بمبالغ مالية وزوجته الصيدلانية استمع لها وكيل الملك بوجدة بعد شكاية تقدمت بها إحدى مستخدماته. وتم ضبط محمد أبريمي، الحاصل على الجنسية الهولندية، متلبسا بتهريب العملة إلى الخارج، أما ثالثة الأثافي التي لا يمكن تغطيتها هو انعدام الضمير المهني للمهدي الدرقاوي الكاتب المحلي للدائرة السياسية والطبيب بمستشفى ابن زهر الذي أخل بواجبه المهني وتسبب في وفاة طفلة عمرها سبع سنوات.