عندما قبلت أحزاب المعارضة السابقة الدخول في حكومة التناوب اكشتفت أن عنفوان شبيبتها سيعكر عليها صفو الخلوة الحكومية فبادرت إلى إبداع أسلحة فتاكة ضد المعارضات داخل الأحزاب السياسية وخصوصا الشبيبات المعروفة تاريخيا بتمردها ومن أنجع هذه الأسلحة سلاح التوظيف داخل الدواوين الوزارية، فأصبحت قيادات الشبيبة مهتمة بوضعها في الوزارة بدل تفعيل التنظيم وتأطير الشباب. إن صح الخبر الذي تم نشره حول مطالبة الشبيبة الاستقلالية بالانسحاب من الحكومة فإن هذا التنظيم الحزبي عليه أولا أن يصحح وضعه وأن يغادر أعضاؤه الدواوين الوزارية ويطلقوها تطليقا ويسبقوا وزراءهم في المغادرة بدل أن ينتظروا حتى يخرج الوزير ثم يفكروا في جمع حقائبهم إذ لا يمكن مطالبة وزير بمغادرة الحكومة وكرسي الوزارة وقائد شبيبي لا يستطيع مغادرة كرسي بالوزارة بل حتى لو لم يجد كرسيا يجلس عليه فهو لا يخرج منها. وليست الشبيبة الاستقلالية وحدها المعنية بموضوع مغادرة الدواوين الوزارية ولكن الشبيبات المنتمية لأحزاب المعارضة السابقة. ليس نكاية في المناضلين نريد أن نحرمهم من الدواوين الوزارية ولكن لأن الديوان هدية مسمومة تم تقديمها للشبيبات الحزبية حيث إنه بعد دخول القيادات الشبيبية للدواوين الوزارية تم قتل التنظيمات الحزبية وأصبح الكرسي موضوع مساومة وأصبح موضوع تسويات قبل المجالس الوطنية وقبل المؤتمرات وأصبح الاصطفاف مقابل الكرسي وما يذره من مبلغ مالي. لكن دور الشبيبات هو أكبر من مناورات حزبية ومؤتمرات ومجالس وطنية، فدورها محوري في المجتمع، دور أساسي في تأطير الشباب وتكوين الأطر السياسية المستقبلية القادرة على القيادة والاقتراح. ولو كانت الشبيبات اليوم في المستوى المطلوب منها وأدت دورها الحقيقي لما لجأ الشباب إلى العوالم الافتراضية ولكن سيكونوا مجتمعين على مشاريع حقيقية. فيوم أعلن المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التمرد على عبد الواحد الراضي كانت الشبيبة الاتحادية القوة المناضلة الضاربة قد استعادت عافيتها وشرعت في التخلص من تبعات الاصطفاف المغشوش.