كشفت الوثائق الأمريكية السرية التي سربها موقع ويكيليكس عن أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حذرت حكومة اليابانية منذ عامين من عدم قدرة مفاعلاتها النووية على تحمل الهزات الأرضية القوية. وذكرت صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية اليومأن مسئولا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية أبلغ السلطات اليابانية أن أي زلزال قوي من شأنه أن يتسبب في حدوث "مشكلة خطيرة" بمنشأتها النووية. وأوضحت الوثائق أن الحكومة اليابانية تعهدت آنذاك بتحسين معايير السلامة والأمن في منشأتها إلى جانب إنشاء مركز طوارئ بمقاطعة فوكوشيما التي يقع فيها المفاعل الأكثر تضررا من الزلزال الذي ضرب الساحل الشرقي للبلاد بقوة 9 درجات على مقياس ريختر الجمعة الماضية. وتؤكد الوثائق السرية أن الاحتمال الأكثر سوءأ الذي وضعته طوكيو كان زلزال لا تتجاوز قوته سبعة درجات على مقياس ريختر. وتشير الصحيفة إلى أن المخاوف بشأن السلامة النووية في اليابان التي تعد إحدى الدول الأكثر عرضة للزلازل بالعالم، كان محل نقاش خلال المباحثات التي عقدت عام 2008 حول الأمن النووي في طوكيو خلال قمة مجموعة الثمانية. ونشرت الصحيفة أيضا وثيقة أخرى قامت السفارة الأمريكية بإرسالها عقب هذه القمة إلى واشنطن، تنقل خلالها تخوف أحد الخبراء من السلامة النووية للمفاعلات اليابانية حال وقوع أي زلازل. وأوضحت بعض الوثائق الأخرى أن الحكومة اليابانية عارضت قرار محكمة يقضي بإغلاق مفاعل غرب اليابان بعد أن تم التأكد من عدم قدرته على تحمل أي هزة أرضية قد تبلغ قوتها 6.5 درجات على مقياس ريختر. ونجحت الحكومة اليابانية في الالتفاف على الحكم القضائي عام 2009 بحجة أن المفاعل كان آمنا وأنه خضع لجميع اختبارات السلامة والأمن اللازمين.