اندلع حريق جديد الأربعاء(163) في المفاعل الرابع لمحطة فوكوشيما دياتشي النووية وذلك بعد أقل من 24 ساعة على وقوع انفجار وحريق في تلك المحطة. وقد طلبت الحكومة اليابانية من السكان القاطنين على بعد 30 كيلومترا من المحطة النووية البقاء في منازلهم. وقال متحدث باسم شركة طوكيو للطاقة الكهربائية هاجيمي موتوجوكو، إن الحريق الأخير اندلع في المبنى الخارجي لوعاء الاحتواء، لأن الحريق الذي اندلع في وقت سابق لم يخمد. وأضاف أن موظفا أكد تصاعد الدخان من مبنى المفاعل الرابع وقد أخطروا السلطات المحلية ودائرة الإطفاء بهذا الأمر حيث تجري الآن محاولة إخماد الحريق. وقبل ذلك بساعات وقع انفجار في المفاعل الثاني حيث لم تستبعد وكالة الأمان النووي اليابانية احتمال أن يكون الانفجار قد أعطب إحدى الحاويات الفولاذية لقلب المفاعل التي تحتوي على قضبان الوقود النووي المهددة بالانصهار في تطور قد يؤدي إلى حدوث تسرب إشعاعي كبير إذا تصدعت الجدران الفولاذية للوعاء الواقي لقلب المفاعل. وبعد ثلاث ساعات من وقوع الانفجار في المفاعل الثاني اندلع حريق في المفاعل الرابع الذي كان متوقفا بسبب الصيانة. ووقعت انفجارات هيدروجينية في المفاعل رقم 1 يوم السبت الماضي وتلاه انفجار آخر الاثنين في المفاعل رقم 3 بعد دقائق من هزة ارتدادية ضربت المنطقة وبلغت قوتها 6.2 درجات على مقياس ريختر. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المسؤولين اليابانيين أبلغوها أن الحريق الذي اندلع في المفاعل الرابع في وقت سابق كان في حوض يستخدم لتخزين قضبان الوقود المستخدم وأن "الإشعاعات انبعثت مباشرة إلى الجو" لفترة طويلة بعد إخماد الحريق. وذكر مسؤول أن الحوض ربما لا يزال يغلي. وقال الخبراء إنه إذا تبخر الماء في حوض التخزين في المفاعل الرابع فإن قضبان الوقود النووي قد تصبح معرضة للهواء مما سيؤدي إلى تسرب إشعاعي سام. وقال كبير المتحدثين باسم وكالة أمن الطاقة والصناعة هيديهيكو نيشياما، إنه قبل انفجار الثلاثاء كانت الحرارة في حوض تبريد المفاعل الرابع 84 درجة مئوية، ومنذ ذلك الوقت والحرارة في تصاعد مستمر وهناك احتمال بأن تكون وصلت درجة الغليان الآن. يشار إلى أن أنظمة التبريد في المفاعلات النووية بمجمع فوكوشيما المعدة لتوليد الطاقة الكهربائية تعطلت بسبب تداعيات الزلزال وأمواج المد البحري (تسونامي) التي ضربت المناطق الشمالية الشرقية من اليابان يوم الجمعة الماضي. وقال مدير فحوص السلامة، كازويا أوكي، إن الأمر قد يتطلب ما بين سبعة وعشرة أيام قبل أن يتبخر الماء معرضا قضبان الوقود للهواء، وما دامت القضبان مغطاة بالماء فلن يكون هناك تسرب مواد إشعاعية منها. وينظر المسؤولون في إمكانية سكب الماء على حوض المفاعل من الأعلى باستخدام مروحية إلا أن الفتحات التي سببها الانفجار تقع على الجانبين الشمالي والغربي للمفاعل مما يجعل من الصعب الوصول إليه من أعلى. وقال مسؤولون حكوميون يابانيون إن مستوى الإشعاع حول المحطة قد تزايد آلاف المرات عما كان عليه قبل الزلزال، في حين أعلن رئيس الوزراء ناوتو كان، في خطاب متلفز أن الإشعاع تسرب من أربعة مفاعلات من أصل ستة تضمها المحطة النووية. وأجبر تسرب الإشعاع الحكومة اليابانية على أن تطلب من 140 ألف شخص يعيشون في إطار 30 كيلومترا عن المفاعل البقاء داخل منازلهم لتجنب التعرض للإشعاع، كما أصدرت السلطات حظرا على السفر التجاري الجوي في المنطقة. وأعلنت وكالة أنباء كيودو اليابانية نقلا عن مسؤولين محليين أن مستويات من الإشعاع قد رصدت في العاصمة اليابانية طوكيو. وتأتي هذه الأحداث وسط مخاوف من أن يفوق عدد القتلى جراء الزلزال المدمر عشرة آلاف شخص وذلك بعد انتشال أكثر من ألف جثة جديدة في بلدة أوناجاوا التابعة لمقاطعة مياجي -إحدى أكثر المناطق تضررا- والعثور على أكثر من ألف جثة أخرى في مقاطعة مينامي سانريكو. وذكرت تقارير إخبارية أنه ما زال هناك عشرات الآلاف في عداد المفقودين في حين حذرت هيئة السياحة اليابانية من أنه لم يتم التعرف على مواقع حوالي 2500 سائح في المناطق المنكوبة. كما قالت السلطات إنه تعذر عليها التواصل مع نحو ثمانية آلاف شخص من سكان بلدة أوتسوتشي الصغيرة في مقاطعة إيواتي مع تأكيدات رسمية بإجلاء 550 ألف شخص إلى مناطق إيواء مؤقتة. في حين أن هناك أكثر من مليوني منزل بدون كهرباء.