أعلن قائد الشرطة اليابانية عن احتمال أن يتجاوز عدد قتلى الزلزال المدمر والتسونامي إلى أكثر 10 آلاف شخص في منطقة مياجي الساحلية الأقرب إلى مركز الزلزال. كما أعلنت مصادر يابانية فقد 10 آلاف شخص من اصل ال17 ألف نسمة من سكان مدينة ميناميسانريكو الساحلية. يأتي ذلك بعد أن أعلنت الشرطة اليابانية العثور على أكثر من 200 جثة في منطقة هيغاشيماتسوشيما الساحلية في مقاطعة مياجي بعد التسونامي الذي دمر شمال شرق هونشو الجزيرة اليابانية الرئيسية. وأشار متحدث باسم الشرطة الوطنية إلى تلقي تقرير أولي يشير إلى العثور على أكثر من 200 جثة في مدينة هيغاشيماتسوشيما. وأضاف أن الشرطة بدأت جمع الجثث.وتحدثت مصادر يابانية عن فقد 1167 في حي نوبيرو في مقاطعة فوكوشيما. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مصرع تقني وإصابة 11 آخرين في الانفجار الذي وقع في المفاعل النووي في فوكوشيما شمال شرق اليابان. ونقلت الوكالة عن السلطات اليابانية ان تقنياً لقى مصرعه وأصيب 4 آخرون في حادث متعلق برافعة في فوكوشيما-دايني بينما أصيب 7 فنيين إثر انفجار وقع قرب المفاعل رقم 1 في فوكوشيما-دايشي. وقامت السلطات باجلاء حوالى 215 ألف شخص في دائرة شعاعها 20 كيلومترا حول المحطة النووية فوكوشيما واخرى شعاعها 10 كيلومترات حول المحكمة النووية فوكوشيما 2 التي تبعد 12 كيلومترا عن المحطة الاولى. وفي مدينة فوكوشيما نفسها التي تبعد نحو 80 كيلومترا عن المحطتين يشعر اليابانيون بالخوف ويتدفقون على المحلات التجارية لشراء مخزونات من المواد الغذائية بينما نفد الوقود من المحطات.واصطف المئات في سوق ارتدى فيه الباعة سترات واقنعة طبية للوقاية من الاشعاعات. وأضاف ناوكي اونو مدرس اللغة الانجليزية - 40عاما - ان الناس لا يشعرون بالهلع بل بالقلق والمحطة النووية تثير الخوف.واضاف "سأصلي حتى لا تنفجر المحطة الثانية". وحذرت الحكومة اليابانية من خطر حدوث انفجار في المحطة النووية الاولى في فوكوشيما بسبب تراكم الهيدروجين في المفاعل رقم 3.وأضاف يوكيو ايدانو المتحدث باسم الحكومة "لا يمكننا أن نستبعد وقوع انفجار في المفاعل رقم 3 بسبب تراكم ممكن للهيدروجين". واستبعد أن يواجه المفاعل أي مشكلة في حال وقوع انفجار.وتحدث عن الانفجار الذي وقع في المفاعل رقم 1 الواقع شمال شرق اليابان على بعد 250 كيلومترا عن طوكيو. ووقع انفجار في المفاعل رقم 1 أدى الى انهيار سقف المبنى وجدرانه. لكن شركة كهرباء طوكيو (تيبكو) التي تستثمره اكدت أن الغرفة التي تضم المفاعل لم تدمر. وكان المفاعل رقم 1 في هذه المحطة قد واجه سلسلة من المشاكل بسبب خلل في نظام التبريد وارتفاع الضغط، مما أجبر السلطات على اصدار اوامر باطلاق البخار. وأعلنت الوكالة اليابانية للامن النووي والصناعي أن الحادث من المستوى الرابع على مقياس الحوادث النووية والاشعاعية. وتشير وثائق الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى ان الحوادث من المستوى الرابع لا تؤدي الى خطر خارج الموقع. وأضافت شركة كهرباء طوكيو أن المفاعل رقم 3 يواجه خللا مماثلا. وأوضح متحدث باسم الشركة ان التغذية بالمياه توقفت والضغط الداخلي ارتفع ببطء.وأشارت الحكومة اليابانية إلى احتمال أن تكون عملية انصهار بدأت في المفاعلين رقم 1 و3 في محطة فوكوشيما الاولى الواقعة شمال شرق اليابان المدمر بزلزال وتسونامي. وأضاف يوكيو ايدانو المتحدث باسم الحكومة اليابانية أنه لايمكن التحقق مما يحدث في قلب المفاعل لكن يمكن اتخاذ اجراءات انطلاقا من هذه الفرضية. وتبعد محطة فوكوشيما النووية الاولى 250 كيلومترا شمال طوكيو.واوضح ان كل الوظائف الخاصة بإبقاء مستوى سائل التبريد معطلة.وأضافت أن قضبان الوقود المستخدمة في قلب المفاعل رقم 3 التي يفترض أن تبقى مغمورة بالمياه لتبريدها، اصبحت خارج المياه على ارتفاع 3 امتار.وأكدت إعادة مستوى المياه الى ما كان عليه منذ ذلك الحين. وأدت هذه الاعطال إلى تخطى مستوى الاشعاع النووي في موقع المفاعل الاول في فوكوشيما، السقف القانوني. وأضاف متحدث باسم شركة تيبكو ان مستويات الاشعاع النووي تدنت، الا انها عادت لترتفع وتخطت السقف الذي حددته الحكومة.وأكدت الحكومة أنها قادرة على السيطرة على الوضع. وقال ايدانو "نقوم بتخفيف ضغط الهواء ونصب المياه لتبريد النظام. يمكننا السيطرة على الوضع".واضاف "نواصل متابعة مستوى الاشعاعات المواد الاشعاعية التي اطلقت لا يمكن أن تؤثر في صحة السكان ونريد أن يشعر الناس بالامان".واتخذت السلطات اليابانية اجراءات استثنائية للحد من نتائج انبعاث اي مواد مشعة. وحذر بانري كايدا وزير الصناعة الياباني من ان توقف مفاعلات نووية عدة عن العمل اثر الزلزال العنيف الذي ضرب اليابان قد يؤدي الى نقص في التيار الكهربائي.ودعت الحكومة اليابانية المستخدمين خاصة الشركات الى خفض استهلاكها الى حد كبير لتوفير الطاقة.وأكد كايدا في مؤتمر صحفي أهمية ان تخفض الشركات استهلاكها للتيار الكهربائي الى الحد الادنى. وتوقفت المفاعلات العشرة في محطتي فوكوشيما رقم واحد وفوكوشيما رقم اثنين الواقعتين في المنطقة التي تعرضت للهزات الارتدادية عن العمل. ودعت شركة كهرباء اليابان "طوكيو الكتريك باور" المستخدمين الى تخفيض استهلاكهم للتيار معتبرة أن الطلب على الكهرباء قد يتجاوز القدرات. ودمر التسونامي الذي تلى زلزال بلغت شدته 8.9 درجات، مدنا بأكملها. وجرفت سيارات ومنازل داخل المدن حيث بلغ ارتفاع المياه في بعض المناطق 5 أمتار.وأضاف رجل مسن ان عددا كبيرا من الناس ماتوا، قبل ان يجهش بالبكاء. وعلى صعيد عمليات الانقاذ على ساحل المحيط الهادئ، تضاعف عدد افراد فرق الاغاثة بارسال 100 ألف جندي تدعمهم 190 طائرة وعشرات السفن. ووصلت حاملة الطائرات الامريكية رونالد ريجان الى قبالة سواحل اليابان لمساعدة الجيش الياباني.وتصل خلال الساعات القادمة الى اليابان اولى فرق الاغاثة التي ارسلتها استراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وسويسرا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. وتواجه حكومة ناوتو كان رئيس الوزراء الياباني انتقادات لرد فعلها الذي اعتبر بطيئا جدا بعد الانفجار في مفاعل نووي.وكتبت صحيفة "يوميوري" في افتتاحيتها ان الطريقة التي قدمت فيها الحكومة معلومات تثير تساؤلات. واضافت أن الحكومة اليابانية احتاجت الى 5 ساعات لتقديم كل المعلومات، معتبرة انها تأخرت جدا. وانتقدت صحيفة ساسهي شيمبون "يسار الوسط" بطء تحرك السلطات لتوسيع الدائرة التي يجب اخلاؤها من السكان. وأضافت انه وضع صعب لكن الحكومة يجب ان تكون مسؤولة عن أمن السكان بالاستعداد لأسوأ السيناريوهات. وانتقدت صحيفة "ماينيشي" شركة كهرباء طوكيو بسبب الاجراءات غير الكافية المحددة لهذا النوع من الحوادث. وأضافت أن الامر يفوق التصور.