ضرب زلزال عنيف بقوة 8ر8 درجات اليوم الجمعة شمال شرق اليابان مما أدى إلى أمواج تسونامي بعلو2ر4 امتار اجتاحت سواحل البلاد على المحيط الهادي وجرفت سيارات وسفنا. وسقط العديد من الجرحى بعد الزلزال في منطقة مياغي الساحلية في جزيرة هونشو وفق ما اوردت وسائل اعلام نقلا عن الشرطة لكن دون الاشارة على الفور الى سقوط قتلى.وعرض التلفزيون الياباني مشاهد تظهر فيضانات تغمر المنطقة. ووقع الزلزال قرابة الساعة 20ر15 (20ر6 تغ) وتلته هزة ارتدادية قوية أدت الى اهتزاز المباني في طوكيو البالغ عدد سكانها 30 مليون نسمة. وأشير إلى نشوب ستة حرائق على الأقل في العاصمة، حيث توقفت قطارات الأنفاق (مترو) وعلت صفارات الإنذار وهرع السكان من المباني. وضربت الهزة الاولى على بعد 382 كلم شمال طوكيو، حسب المعهد الجيوفيزائي الأمريكي الذي رفع قوة الزلزال الى 8،8 درجات بعد ان كانت 9ر7 درجات. وتقع اليابان على "حزام النار في المحيط الهادي" والمعروف بعدد من البراكين ويعتبر موقع طوكيو الجغرافي من الأكثر خطورة. وأشارت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء الى أن حركة النقل الجوي والبري والقطارات توقفت في جزء كبير من البلاد. وتوقفت الملاحة الجوية في مطار ناريتا على مشارف العاصمة (الأكبر في الأرخبيل) حيث يعاين رجال الإغاثة المدارج. وتوقفت حركة القطارات السريعة "شينكانسين" على الفور في كل انحاء شمال شرق الأرخبيل/ كما أغلقت الطرق السريعة في منطقة طوكيو بعد دقائق من وقوع الزلزال. وأصدر مركز التسونامي في المحيط الهادي إنذارا بوقوع تسونامي اليوم الجمعة في اليابان وروسيا وجزر ماريان والفيليبين. وأعلن المركز أن "زلزالا بهذه القوة قادر على التسبب في تسونامي مدمر يمكن أن يصل الى السواحل بالقرب من مركز الزلزال في غضون دقائق والسواحل الأبعد في غضون بضع ساعات''. كما أعلن المركز حالة إنذار في جزيرة غوام وتايوان والفيليبين وجزر مارشال وإندونيسيا وبابوازيا غينيا الجديدة ونورو وميكرونيزيا وهاواي. يعتبر الزلزال الذي ضرب الساحل الشمالي الشرقي لليابان اليوم الجمعة الأعنف الذي تشهده البلاد منذ 140 عاما. وقال خبراء رصد الزلازل أن قوة الزلزال اليوم التي بلغت 8ر8 درجات على سلم ريشتر تعد أعنف من زلزال كانتو الذي ضرب اليابان في شتنبر 1923 ، وأدى إلى مقتل أكثر من 140 ألف شخص في منطقة طوكيو. وأضافوا أن زلزال كوبي عام 1995 تسبب في خسائر مادية تقدر ب100 مليار دولار ، وأضحى أغلى الكوارث الطبيعية في تاريخ البشرية ، إذ تفوق أضراره الاقتصادية بكثير الخسائر التي خلفها تسونامي المحيط الهندي عام 2004 والتي قدرت بنحو 10 مليارات دولار. من جهة أخرى ذكر التلفزيون الياباني الرسمي أن ثمانية أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم في زلزال اليوم الذي أدى إلى حدوث مد بحري جرفت أمواجه ، التي بلغت عشرة أمتار كل شيء في مسارها ، بما في ذلك المنازل والسيارات. وتسبب الزلزال في قطع التيار الكهربائي عن حوالي أربعة ملايين منزل وكذا إغلاق المطارات وتوقف حركة القطارات في جميع أنحاء اليابان. كما اندلعت النيران في مصفاة لتكرير النفط بالقرب من العاصمة طوكيو. وتعد اليابان واحدة من أكثر مناطق العالم التي تشهد نشاطا زلزاليا. ويبلغ نصيب الفرد في اليابان نحو 20 في المئة من الزلازل في العالم التي تبلغ قوتها 6 درجات أو أكثر.