إدريس عدار [email protected]هنيئا لحزب العدالة والتنمية بالشاب سمير عبد المولى، الذي قرر الانضمام لصفوفه، هنيئا له بالملياردير العمدة الذي سيزين جنبات مقراته التي طلقت البؤس منذ أن دخل أعضاؤه البرلمان، هنيئا له بالشاب الذي ستضيء سيارته الفاخرة والمثيرة ساحات الحزب وهنيئا له لأنه سيغير مصباح علاء الدين بأضواء عبد المولى، هنيئا للحزب الإسلامي، الذي يعتبر نفسه كيانا أدمج الأخلاق بالسياسة، بما سيقدمه سمير من إضافات نوعية كثيرة وهلم حسابات وهلم موائد. وهنيئا لسمير عبد المولى بحزب العدالة والتنمية الذي وجد فيه المحضن والملاذ والملجأ بعد أن عز المسكن الحزبي، وهنيئا له بالدفء الإخواني والأخواتي، نهنئ عبد المولى ونحن لا نعرف ما إن كان سيصبح مثقفا عضويا، بعد مناقشاته لقضايا كانت تبدو أكبر منه بكثير، مع الاعتذار طبعا لأنطونيو غرامشي لأن الإسلاميين لا يحبون الشيوعية خصوصا إذا كانت بنكهة إيطالية، أم هل سيكون مجرد "مناضل" يحرق الفلوس بدل الصباط أم مجرد تابع لشيخ إسلاميي البرلمان أم سيصبح مريدا في الزاوية الريسونية التي تبحث لها الآن عن مريدين بالداخل والخارج. مهما يكن فإن عبد المولى حسبها جيدا وعرف من أين تؤكل الكتف، فالرجل يبحث عن الحزب الذي ينفع يوم الشدة إذا ما حدث له مكروه لا قدر الله، وقبل أن نتحدث عما سيستفيده الشاب عبد المولى، حسب تعبير بنكيران، نذكره إن كانت الذكرى تنفع بما قاله الحزب في حقه يوم كان في الضفة الأخرى. ما قاله حزب العدالة والتنمية في حق سمير عبد المولى لم يقله مالك في الخمر، لقد تحدث الحزب كبيرا وصغيرا عن استغلال عبد المولى للمال والنفوذ قصد الفوز بعمودية طنجة التي لحس الحزب من أجلها التراب، ووصفوه بالعمدة العاجز وبأن الحزب الذي رشحه لهذا المنصب لا يعرف كفاءته التي لا تليق للتسيير. وقال الحزب عن استقالة عبد المولى من عمودية طنجة "الاستقالة تعتبر إقرارا منه بالعجز عن تسيير دواليب عروسة الشمال، بالإضافة إلى الإشكالات العميقة التي تسبب فيها عمدة المدينة منذ اليوم الأول من انتخابه. الأمر الذي جعل من المكتب المسير عاجزا عن الاشتغال بطريقة إيجابية، وهو الموقف الذي ما فتئت المعارضة تؤكد عليه بجميع أطيافها منذ الوهلة الأولى، وفي مقدمتها حزب العدالة والتنمية". وقال عنه أشياء أخرى في السر والعلن وفي الدورات لا يمكن ذكرها الآن. وقال سمير عبد المولى عن العدالة والتنمية أشياء كثيرة ما زالت تحتفظ بها ذاكرة المواطن الطنجاوي. فسبحان من مزغ حاحة وعرب دكالة على حد تعبير قدماء المغاربة. لكن ليس في الأمر غرابة إذا ما علمنا أن حزب العدالة والتنمية لا يفرط في "مناضليه" ومستعد لتقديم كل شيء من أجلهم حتى لو كانوا متورطين في قضايا جنائية شريطة ألا يكونوا مسجلين على الفيديو كما حدث لرئيس بلدية ميدلت، لكن أن تكون مثل القيادي المعتصم حتى لو كانت كل الأدلة ضدك، فإن الحزب سيقيم الدنيا ولا يقعدها من أجلك. فهنيئا لسمير عبد المولى بالحماية الحزبية.