بقلم الطيب محجوب تمكن الاف المتظاهرين من العودة السبت الى دوار اللؤلؤة بوسط المنامة بعد يومين من فض اعتصامهم بالقوة, فيما امر ولي العهد قوات الامن بالانسحاب من مواقع التظاهر. وتاتي هذه التطورات بعد ان انسحب الجيش البحريني صباح السبت من العاصمة البحرينية, الامر الذي اشترطته المعارضة من اجل القبول بدعوة الحوار التي اطلقها ولي العهد, الى جانب شرطة سقوط الحكومة. وتمكن المتظاهرون, وبينهم نساء, من اقتلاع الاسلاك الشائكة ومن الوصول الى الدوار من دون مواجهات مع الشرطة فيما بدأ بعض الشبان ينصبون الخيام لاعادة احياء الاعتصام الذي انتهى بشكل دام فجر الخميس بمقتل اربعة اشخاص. وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان المتظاهرين دخلوا الى الدوار من ثلاثة شوارع مؤدية اليه وسجل اطلاق لقنابل مسيلة للدموع في شارع واحد من الثلاثة. واستقبلت مستشفى السلمانية بعض المصابين بحالات اختناق بسبب الغازات المسيلة للدموع حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس دون تسجيل اصابات خطيرة. وفي الدوار, حمل المتظاهرون اعلام البحرين ولافتات كتب عليها "سلمية" وكلمة "بيس" (سلام بالانكليزية). كما ردد المتظاهرون "بالروح بالدم نفديك يا بحرين". وهتف بعض المتظاهرين "الشعب يريد اسقاط النظام" وهو الشعار الذي ردده المطالبون بالتغيير في عدة دول عربية في الاسابيع الماضية. وعلق المتظاهرون لافتات صغيرة كتب عليها "لا حوار ولا مبادرة مع الخداعين والكذابين والقتلة". وقال الشاب ابراهيم (23 عاما) الذي اكد انه من ناشطي فيسبوك الذين يدعون للتظاهر "انا سعيد بعودتنا, لقد قلنا لكم اننا سنعود". وقال المتظاهر فاضل دهمين, وهو شيخ شيعي معمم "ان رجوع الناس الى الدوار يعني انهم فرضوا ارادتهم على الظلم وفي سبيل تحقيق مطالبهم المشروعة". واعتبر ان عودة المتظاهرين ياتي "بعد اصرار كبير من الشعب على تحقيق مطالبه مهما كلفته من تضحيات". من جهته, قال المتظاهر المدرس حسن جعفر (40 عاما) "من يطلب الحرية ينالها والظالم مهما كبر جرمه سيعاقب" مؤكدا ان "الاعتصام سيستمر, اما موت واما حرية". وقال احد المتظاهرين مستخدما مكبرا للصوت ان المتظاهرون سينظمون امسية لاضاءة الشموع اليوم السبت ترحما على ضحايا التظاهرات التي بدات الاثنين بدعوة من ناشطين على الانترنت للمطالبة بالاصلاح السياسي والافراج عن معتقلين شيعة ووقف "التجنيس السياسي" على حد قولهم. وكانت قوات مكافحة الشغب البحريني اغارت فجر الخميس على دوار اللؤلؤة وفضت بالقوة اعتصام المطالبين بالاصلاح ما اسفر عن اربعة قتلى اضافة الى قتيلين سقطا برصاص قوات الامن الاثنين والثلاثاء. وانتشر الجيش في المنامة بعد ذلك قبل ان يعلن انسحابه اليوم السبت فيما اكد مصدر مسؤول لفرانس برس ان القوات البحرينية اعادت انتشارها الى خارج العاصمة. وفي المقابل, امر ولي عهد البحرين الامير سلمان بن حمد ال خليفة قوات الامن بالانسحاب من مناطق التظاهر في المنامة لاسيما دوار اللؤلؤة, الا انه طلب ايضا من المتظاهرين التفرق تلبية لمبادرته من اجل الهدوء والحوار. ووجه ولي العهد نداء نقلته وكالة الانباء البحرينية بصفته نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة "امرا الى جميع قوات الامن بالانسحاب الفوري من مناطق التجمع". وكذلك طلب ولي العهد من "المتواجدين في هذه المناطق بالمغادرة لتفادي الاصطدام بين قوات الامن والمتجمهرين وذلك انطلاقا من مبادرة (ولي العهد) لضبط النفس والتهدئة والبدء في مرحلة جديدة من العمل الوطني تشارك فيها جميع الأطراف". ورفضت المعارضة البحرينية السبت عرض الحوار الذي طرحه ولي العهد الجمعة مقابل عودة الهدوء فورا, وطالبت بان تسبق الحوار استقالة الحكومة وانسحاب الجيش من شوارع العاصمة. وقال خليل ابراهيم رئيس كتلة جميعة الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الرئيسي في البلاد والمجموعة الرئيسية في المعارضة "لا بد للحكومة ان تستقيل والجيش ان ينسحب من شوارع العاصمة حتى يتم التفكير في الحوار". واعتبر ابراهيم ان "هذا العرض للحوار ليس جديا", مضيفا "لا بد من خطوات تصحيحية جدية وصادقة مع الناس تتلاءم مع الوضع الحالي". الى ذلك, دعا الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين السبت الى الاضراب العام المفتوح اعتبارا من يوم غد الاحد للمطالبة بالسماح بالتظاهر بحرية في المملكة. واكد الاتحاد ادانته لما "تعرض له المتظاهرون العزل من المزيد من الاصابات التي ادت الى استشهاد البعض واصابة الآخرين بسبب عنف قوات الأمن".واضاف انه يدعو "الى الاضراب العام اعتبارا من الاحد 20 شباط/فبراير ما لم يتم سحب الجيش من الشوارع والسماح بحرية التظاهر السلمي دون اعتداء من قوات الامن".