قرر ملك البحرين تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث التي شهدتها البلاد أمس واليوم وأسفرت عن مقتل شخصين وأكثر من 20 جريحا. يأتي ذلك في حين علقت كتلة الوفاق الشيعية المعارضة مشاركتها في مجلس النواب على خلفية تلك الأحداث. وفي خطاب وجهه إلى البحرينيين اليوم أمر الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتشكيل لجنة وزارية للتحقيق في الاحتجاجات. وشدد على ضرورة الالتزام بالقانون المنظم للمظاهرات، وأبدى أسفه لمقتل متظاهرين. وأضاف أن عملية الإصلاح التي بدأت في البلاد قبل عشر سنوات ستستمر. في هذه الأثناء علقت كتلة الوفاق مشاركتها في مجلس النواب البحريني بعد تلك المواجهات الدامية بين الشرطة والمتظاهرين. ووفقا لعضو الكتلة إبراهيم مطر فإن جمعية الوفاق الوطني علقت عضويتها في البرلمان اليوم بعد مقتل المتظاهرين. ووصف هذا الإجراء بأنه "خطوة أولى"، ملمحا إلى إمكانية استقالة أعضاء الجمعية من البرلمان خلال الأيام القادمة. وأفادت بعض المصادر أن الشرطة البحرينية أخلت اليوم منطقة ميدان دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة بعد وصول آلاف المتظاهرين إليه. وسقط صباح اليوم أحد القتيلين ويدعى فاضل سلمان على يد شرطة مكافحة الشغب أثناء تشييع جنازة شاب كان قد قتل أثناء محاولة الشرطة تفريق شبان تظاهروا أمس خارج المنامة للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية. تشييع جنازة وذكر رئيس قسم المحليات في صحيفة الوطن البحرينية عقيل ميرزا للجزيرة أن القتيل سقط أثناء خروج نحو 2000 شخص من مجمع السلمانية الطبي بالعاصمة لتشييع جنازة الشاب علي مشيمع الذي قضى أمس جراء إصابته على يد شرطة مكافحة الشغب في قرية الدية القريبة من العاصمة. وقال ميرزا إن القتيل (31 عاما) قضى جراء إصابة شبيهة بإصابة مشيمع أمس وهي ناجمة عن سلاح يدعى شوزن تستخدمه قوات مكافحة الشغب قال إنه يتشظى داخل جسم الضحية. وكانت عدة قرى في البحرين قد شهدت مواجهات بين شبان شيعة وقوات أمن استخدمت قنابل مسيلة للدموع مما أدى إلى إصابة نحو 21 شخصا بينهم نساء، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وأفاد شهود عيان أن مواجهات عنيفة جرت في منطقتي السنابس والدراز قبل أن تمتد إلى منطقة الزنج بضواحي المنامة وسط تحليق للمروحيات فوق العاصمة. فتنة طائفية وتعليقا على الاشتباكات قال النائب جاسم السعيدي للجزيرة اليوم إن تلك المظاهرات لم تكن سلمية وإن المشاركين فيها تسلحوا بالحجارة وأدوات حديدية. وأشار إلى أن هنالك من يحرض هؤلاء الفتيان ويحض على الفتنة الطائفية داعيا أصحاب الشكاوى إلى تقديمها عبر ممثليهم في البرلمان. تأتي هذه التطورات عقب احتجاجات تمت الدعوة إليها عبر موقعي الفيسبوك وتويتر تحت شعار "يوم الغضب" للمطالبة بإصلاحات ومزيد من الحريات في البحرين. وعلى خلاف المشاهد في بعض قرى البحرين شهدت المنامة أمس مسيرات مؤيدة للحكومة وللملك حمد بن عيسى آل خليفة احتفالا بالذكرى العاشرة لما يُعرف بميثاق العمل الوطني. وأطلق المشاركون العنان لأبواق سياراتهم ولوحوا بأعلام البحرين للاحتفال بذكرى الميثاق الذي صدر عقب اضطرابات جرت في البلاد في تسعينيات القرن الماضي في هذا البلد الخليجي، حيث لا تزال فئة من الشيعة تعتقد أنهم لا يتمتعون بنفوذ كاف في إدارة شؤون البلاد.