يستعد أبو بكر الجامعي للعودة إلى المغرب، ولا يمكن للعقلاء إلا أن يرحبوا به في وطنه الذي تنكر له بمقابل يعرفه الجميع، وتأتي عودته بعد أن استقر في إسبانيا وطواه النسيان وذلك بعد استشارة أصدقائه وأولياء نعمته، ويطمح أبو بكر الجامعي من خلال عودته إلى أن ينظر للمغرب ومستقبله ويحاول أن يظهر أستاذيته المعتادة وأفكاره الجوفاء. وليس هناك أي دافع للجامعي كي يتحمل وعثاء السفر وإن كان الذي يؤدي مصاريف الرحلة معروف جدا لأنه ليس في المغرب من سيتبع الجامعي لأن زمن المتهورين قد انتهى والمغاربة وصلوا مرحلة النضج فلن يتبعوا الأصوات الناعقة. والجامعي ينطبق عليه المثل المغربي "ما سيقاتش باب دارها وبغات تسيق الحمام. صحابتها لقاوها حمقى وقالوا ليها زغرتي"، فهل سيكون الجامعي ممن يطلقن العنان لألسنتهن بالزغاريد أم إن العودة ستفاجئه بمغرب لا يعرفه؟ ما زال أبو بكر الجامعي مصرا على تقديم نفسه كأحد الوطنيين الكبار الذي لم يجد له موقعا في بلده الذي يزعم أنه يدافع عنه، فلجأ للخارج قصد التعبير عن أفكاره وما زال مصرا على تقديم نفسه كأحد المعارضين للنظام وما زال يقدم نفسه باعتباره مفكرا سياسيا كبيرا يقترح على المغرب حلولا لما يتوهمه الأزمة الخانقة، وإن كان لا أحد ينكر وجود بعض الاختلالات فإن الجامعي ليس مخولا للحديث عنها وهو أكبر الجاهلين بالواقع المغربي فبالأحرى أن ينظر لمستقبله. فهل يمكن لأحد أن يصف نفسه بالوطني مضافا إليها الكبير وهو لا يتميز بخصال المواطن الصالح الذي يؤدي واجباته كما ينبغي؟ فهل يمكن للوطنية أن تقوم في غياب للمواطنة؟ طرحنا هذه الأسئلة التي تحمل في طياتها الجواب لأن أبو بكر الجامعي لم يكن مواطنا صالحا حتى يمكن أن يكون وطنيا مدافعا عن الوطن، فكيف لمن يتهرب من الضرائب أن يكون مواطنا كامل المواطنة؟ وأخطر من ذلك أن الجامعي لم يعمل على مناورة أجهزة الضرائب فقط بل إن الوطني الكبير ضيع حقوقا أبدية لمواطنين عملوا معه في "لوجورنال"، فعندما لم يؤد الجامعي ما بذمته لفائدة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي فإنه ضيع حقوقا لفائدة الذين اشتغلوا معه ومنها الحق في التقاعد، فكم ضيع المواطن الصالح على هؤلاء من نقط تحسب في التقاعد؟ وما دام أبو بكر الجامعي مغرما حد الهيام بالغرب وبديمقراطيته، فإن المواطن الأمريكي ليس هو من ولد في الولاياتالمتحدةالأمريكية ولكن هو المواطن الذي يؤدي الضرائب وواجبات المواطنة، وفي هذا البلد لا يتم التسامح مع المتهربين ضريبيا ومصير هؤلاء هو السجن وليس القنوات الإعلامية والصحف الكبرى. وفي بلد آخر الذي هو بريطانيا يتم تتريك كل من ثبت أنه تهرب ضريبيا. هل يستطيع أبو بكر الجامعي تحمل تبعات المواطنة الصالحة حتى يكون وطنيا كبيرا؟ نقر أنه لا يستطيع وهو الذي كشر عن أنيابه فقط بعدما تم استثماره بمنصب رفيع المستوى كان موعودا به عن طريق والده الذي كان يعمل مستشارا وعرابا لعدوه الآن "المخزن". وليس تجنيا على أبو بكر الجامعي عندما نقول إنه مواطن غير صالح، ولكننا نرتكز إلى معيار أداء الواجبات الضريبية وواجبات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وهاكم الدليل ليتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. تقدر الديون التي بذمة أبو بكر الجامعي ب 14 مليون درهم أي مليار و400 مليون سنتيم، منها 769 ألف درهم لفائدة بنك وفا باي، في حين إن الخزينة العامة تطالبه بأداء مبلغ 7 ملايين و7637 درهما ولفائدة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي 4 ملايين و514 ألف درهم وفي ذمته لفائدة البنك التجاري المغربي ومليون و90 ألف درهم كما أن ليديك تطالبه ب80 ألف درهم. ناهيك عن عدم أداء أجور العاملين معه قبل أن يغلق مؤسسته. هذا هو الحجم الحقيقي للوطني الكبير أبو بكر الجامعي الذي يرغب أن يغير المفاهيم ويقلب المعايير كي يفصل بين الوطنية التي يزعمها وبين المواطنة التي لا يتوفر على مميزاتها.