أكد محمد اليازغي وزير الدولة الذي يرأس الوفد المغربي في أشغال القمة الثانية لأمريكا الجنوبية وإفريقيا, الأحد أمام هذه القمة على ضرورة إرساء شراكة إيجابية بين بلدان القارتين من أجل رفع التحديات. وخلال هذه القمة الثانية الأفرو - أمريكية جنوبية, التي عقدت جلساتها يومي 26 و27 شتنبر الجاري بالجزيرة الفنزويلية مارغريتا, لعب المغرب دورا هاما كبلد إفريقي لامحيد عنه من أجل تعزيز المسلسل مابين القارتين على غرار ماتم أساسا مع الإتحاد الأوربي وآسيا وتركيا. وعلى هامش هذا اللقاء, عقد الوفد المغربي, الذي كان جد نشيط خلال عملية التحضير قبل انعقاد القمة وخلال الاجتماع الوزاري وكذا على مستوى كبار الموظفين, سلسلة من اللقاءات الثنائية مع العديد من الوفود الافرو` أمريكية جنوبية على مستويات رؤساء الدول والوزراء ورؤساء الوفود. وتصدرت القضية الوطنية هذه اللقاءات الثنائية. وفي خطابه أشاد اليازغي بالجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة من أجل وضع لبنات مسلسل التعاون الافرو` أمريكي جنوبي, في أفق تعزيز وإغناء التعاون بين البلدان الأعضاء في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية, وكذا من أجل مد جسور التقارب والحوار والتفاهم بين المنطقتين. وأوضح اليازغي, أن الهدف الأساسي من هذه العملية هو رفع مستوى الشراكة الاقتصادية والاجتماعية في ظل ظرفية تعاون مثمر وقوي بين بلدان المنطقتين, مما يقتضي المزيد من الجهود, من أجل تعميق العلاقات السياسية, وبالتالي إدراجها في ظل دينامية متحركة ومتواصلة. وذكر اليازغي في هذا الصدد أنه ومنذ إطلاق مسلسل أبوجا سنة 2006, أبان المغرب عن إرادته القوية في دعم وضمان جميع حظوظ النجاح بغرض بلوغ الأهداف المتوخاة في مجال التنمية وتعزيز السلم والاستقرار. وأضاف أن المغرب القوي, بموقعة الاستراتيجي وقيمه الحضارية والإنسانية وانفتاحه على الثقافات اللاتنية وانخراطه الدائم في مسلسل التعاون الأفرو ` أمريكي جنوبي, جدد إرادته الراسخة على مواصلة جهوده الرامية إلى تعزيز ركائز التعاون البناء بين المنطقتين. وشدد في هذا الصدد على أن ثقافة الحوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام السيادة الترابية للبلدان والحفاظ على السلم والأمن الدوليين تمثل أفضل ضمانات تحقيق أهداف الإندماج. وأضاف وزير الدولة, أن بلدان القارتين المقتنعة بثقافة السلم والحوار والتعاون المثمر, تطمح إلى تفادي أوضاع شائكة قد تجهض الركائز السياسية للتنمية, وتحويل الاهتمام عن التحديات الأساساية, وتشجع على انزلاقات قد تهدد سياسات الجوار ولاسيما من خلال سباق التسلح ومن جهة أخرى, أكد وزير الدولة على عزم بلدان المنطقتين على جعل هذا المسلسل محورا أساسيا للحوار المتواصل والتشاور البناء, قادرة على إقامة القواعد الصلبة للتضامن الإيجابي والفعال بين البلدان التي تجمعها طموحات متجددة. وأضاف أن هذه الأولويات تفرض نفسها بقوة أكثر من أي وقت مضى, وذلك على ضوء الأزمة الاقتصادية العالمية التي أظهرت تداعياتها أهمية الانفتاح على أسواق جديدة وتنيع الشركاء الاقتصاديين. وفي هذا السياق, أكد اليازغي بأن المغرب يراهن على ضرورة خلق إطار ملائم من أجل مد جسور تعاون اقتصادي بين البلدان الأفرو ` أمريكية جنوبية, بتنظيم المؤتمر الأول لوزراء التجارة للمنطقتين في يونيو 2008, توج بالمصادقة على إعلان ومخطط عمل مراكش, الذي تم استعراض نتائجه الإيجابية في الإعلان النهائي لمارغاريتا. ومن أجل ترجمة قرارات مؤتمر مراكش إلى برامج ومبادرات ملموسة, ترأس المغرب وفنزويلا اجتماع فريق عمل التجارة والسياحة والاستثمار, الذي انعقد في يونويو الماضي بالرباط. وأضاف السيد اليازغي أن المملكة تولي اهتماما خاصا للتعاون جنوب-جنوب في كل أبعادها, وذلك لاقتناعها بأن هذا التعاون هو الإطار المناسب من أجل وضع استراتيجية ترتكز على قواعد جديدة بين الشمال والجنوب, تأحذ بيعن الاعتبار التطورات والتحولات المتسارعة التي يعرفها المشهد الدولي. وانطلاقا من هذه القناعة, حرص المغرب, القوي بموقعه الجغرافي كبوابة دخول تربط بين إفريقيا وأمريكا اللاتنية, على أن يلعب دورا رياديا في الدفع بمسلسل التعاون بين البلدان العربية وبلدن أمريكا الجنوبية والبلدان الإفريقية. ومن أجل نفس الأهداف, ساهم المغرب بشكل فعال في المسلسلين في أفق إرساء دينامية إيجابية لتعزيز الإندماج بين العالم العربي وبلدان أمريكا الجنوبية لضمان التكامل الاقتصادي, وتنسيق المواقف في المنتديات الدولية اتجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك, وتعزيز قنوات الحوار والسلام والأمن في العالم, وبشكل خاص في المناطق التي تشهد توترا. ومن جهة أخرى, اعتبر الوزير أن استراتيجية الشراكة بين إفريقيا وأمريكا الجنوبية لا يمكن أن تحقق الأهداف المتوخاة منها دون توسيع آفاق التعاون الثقافي, وذلك من أجل خلق شروط حوار حضاري بناء, قادر على تعميق التبادل بين بلدان القارتين وإعطاء دفعة قوية للتعاون الإقليمي في كل أبعاده.يذكر أن الوفد المغربي الذي شارك في هذه القمة ضم, على الخصوص لطيفة أخرباش كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون وحسين إبراهيم موسى سفير المغرب بفنزويلا المقيم بسان دومينيك ومديري شؤون أمريكا وإفريقيا بوزارة الخارجية والتعاون على التوالي فؤاد يازوغ وعبد اللطيف بن دحان والسفيرة فريدة الجعايدي.