بقلم : حسن أشهبار واصل المغرب خلال سنة 2009 تعميق علاقات التقارب التي تربطه بدول أمريكا اللاتينية, سيما أنه البلد العربي الأقرب جغرافيا إلى المنطقة, مؤكدا بذلك على الأهمية التي يوليها إلى جواره الأطلسي, الذي تجمعه به روابط اقتصادية وتاريخية وثقافية. وعزز المغرب بذلك علاقات التعاون مع كل من البرازيل, كأبرز شريك تجاري له بالمنطقة, ومع الأرجنتين وكولومبيا والشيلي والبيرو والبراغواي, وعين, في هذا السياق, أربع سفراء جدد بكل من بوغوطا وبرازيليا وليما وسانتياغو. وفي السياق ذاته, أجرى وزير الفلاحة والصيد البحري, السيد عزيز أخنوش من 21 إلى 29 مارس الماضي, جولة "مثمرة" بالمنطقة, قادته إلى كل من البرازيل والأرجنتين والشيلي, رفقة وفد رسمي هام وعدد من رجال الأعمال. واعتبر السيد أخنوش أن "الجولة كانت مثمرة لأنها مكنتنا من الإطلاع على أفضل التقنيات المتبعة في مجال الصيد البحري والزراعة", مؤكدا أن تنوع اللقاءات التي عقدت بالبلدان الثلاثة "يقدم لنا تجارب هامة نسعى إلى الاستفادة منها قصد تسريع" وتيرة التطور الفلاحي بالمغرب. من جهة أخرى, قام وفد عن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان يقوده رئيس المجلس السيد أحمد حرزني, بجولة خلال شهر أكتوبر المنصرم, قادته إلى كل من كولومبيا والبيرو, بغية الإطلاع على مختلف تجارب البلدين في مجال تسوية خروقات الماضي المتعلقة بحقوق الإنسان, وكذا في مجال الدمقرطة والتنمية. وعلى مستوى العلاقات المتعددة الأطراف, شارك وزير الاتصال, الناطق الرسمي باسم الحكومة, السيد خالد الناصري, في الاجتماع الثاني لوزراء الثقافة للدول العربية والأمريكية الجنوبية الذي انعقد يومي 21 و22 ماي الماضي بريو دي جانيرو بالبرازيل, وهو اللقاء الذي سمح للوفد المغربي بالتأكيد بأن المغرب "انخرط بقوة في التضامن والعمل المشترك مع بلدان أمريكا اللاتينية". وأكد السيد الوزير, خلال تدخله بهذه المناسبة على قناعة المغرب, والتي عبر عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في رسالة جلالته الموجهة أواخر شهر مارس من سنة 2009 إلى القمة الثانية للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية, بأن "إستراتيجية الشراكة العربية- الجنوب أمريكية, لا يمكن أن تحقق الأهداف المنشودة, دون الاستثمار الأمثل للرصيد الثقافي المتنوع, والموروث الحضاري العريق من جانبه, قام وزير الدولة السيد محمد اليازغي بتمثيل المملكة في القمة الثانية لدول أمريكا الجنوبية وإفريقيا, المنعقدة ما بين 23 و27 من شهر شتنبر المنصرم بفنزويلا, بمشاركة الدول الإفريقية الأعضاء في الأممالمتحدة. وقد كرس هذا اللقاء الدور الريادي الذي يضطلع به المغرب كبلد إفريقي لا محيد عنه في مسلسل التعاون بين المنطقتين وبين القارة وبلدان ومجموعات أخرى, لاسيما أوروبا وآسيا واليابان والصين وكوريا الجنوبية وتركيا. وقد ركز السيد اليازغي, خلال مداخلته أمام هذا التجمع, على ضرورة إقامة "شراكة إيجابية" بين القارتين بغية إثراء التعاون بين البلدان الأعضاء على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي, وكذا مد جسور التقارب والحوار والتفاهم بين المنطقتين. وذكر السيد اليازغي في هذا السياق أن المغرب برهن عن رغبته الراسخة في دعم المسلسل منذ انطلاقه سنة 2006 بنيجيريا, وفي تمكينه من كافة فرص النجاح قصد بلوغ الأهداف المنشودة في مجال التنمية المستدامة وتعزيز الأمن والاستقرار. فضلا عن ذلك, قام وفد برئاسة المندوب السامي للمياه والغابات ومكافحة التصحر, السيد عبد العظيم الحافي, بتمثيل المملكة في المؤتمر التاسع لأطراف اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر, المنعقد من 21 شتنبر إلى 2 من شهر أكتوبر بالعاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس. أما على المستوى الثقافي, فقد كان المغرب ضيف شرف الدورة الخامسة لمهرجان السينما الأرجنتينية الأوروبية "بانتايا بينامار", التي نظمت خلال شهر مارس بمدينة "بينامار" الساحلية بالأرجنتين, حيث تم منح جائزة خاصة إلى ثلاث أشرطة مغربية شاركت في هذه التظاهرة. وقد حضر المغرب, بصفته "ضيفا خاصا" لهذه الدورة, من خلال ثلاثة أفلام مطولة وهي "أجنحة منكسرة" لعبد المجيد رشيش, و"ذاكرة معتقلة" لجلالي فرحاتي و"أبواب الجنة" للأخوين سهيل وعماد نوري. كما نظمت السفارة المغربية بالبيرو الأسبوع الثقافي المغربي بليما, والذي حظي خلال حفل اختتامه بشرف حضور الرئيس البيروفي السيد ألان غارسيا بيريث, فضلا عن وزير الخارجية, السيد خوسي غارسيا بيلاوندي.ونظم مركز محمد السادس لحوار الحضارات خلال الفترة ما بين 13 و18 من شهر أبريل بمقره بمدينة كوكيمبو الشيلية, شمال العاصمة سنتياغو, اللقاء الدولي الثاني حول حوار الحضارات بمشاركة ثمانية أساتذة من المغرب والبرتغال والأرجتين والشيلي.