أطلق معهد الدراسات الإسبانية-البرتغالية، أمس الخميس بالرباط، دورة أنشطة تحت موضوع "التقاء العالم العربي-أمريكا اللاتينية" تروم النهوض بالحوار والمعرفة المتبادلة بين المغرب وأمريكا اللاتينية. وتهدف هذه الدورة، التي نظمت بتعاون مع سفارة البرازيل بالمغرب، إلى تقديم ومناقشة قضايا متنوعة ذات صلة بالعلاقات بين هاتين المنطقتين اللتين تتشاركان قيما إنسانية وثقافية رغم البعد الجغرافي. وقد استهلت هذه التظاهرة أنشطتها بتنظيم يوم "المغرب-البرازيل" وبمعرض للصور الفوتوغرافية "أمريك-حضور عربي في أمريكا الجنوبية"، المفتوح أمام الجمهور إلى غاية 11 مارس الجاري، والتي سيقدم خلالها 23 مصورا فوتوغرافيا ينحدرون من عشر بلدان من أمريكا الجنوبية جوانب مختلفة من التراث العربي في هذا الجزء من جنوب القارة الأمريكية. وأكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الأخوين بإفران السيد نزار مساري، في كلمة له خلال ندوة حول "العلاقات السياسية بين المغرب والبرازيل" أن "البلدين قريبين جدا وبعيدين في الوقت ذاته"، مشيرا إلى أن "العلاقات بين المغرب والبرازيل تعود إلى القرن الثامن عشر الميلادي". وأكد، من جهة أخرى، أن العلاقات الثنائية بين البلدين تعززت خاصة بعد الزيارة الرسمية الأولى التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى خمس بلدان من أمريكا اللاتينية (المكسيك، والبرازيل، والبيرو، والشيلي، والأرجنتين)، مما ساهم بشكل ملحوظ في تعزيز هذه الروابط. من جهتها، أشارت السيدة فاتحة بن لباه نائبة مدير معهد الدراسات الإسبانية-البرتغالية إلى أنه، مع زيادة الوعي بالمصلحة الاستراتيجية للتعاون جنوب-جنوب، فإن الدول العربية وبلدان أمريكا الجنوبية قررا إرساء شراكة بينهما، موضحة أن هذه الاستراتيجية، التي تشمل السياسة والاقتصاد، لاتهمش الشأن الثقافي وتثمين الرأسمال الحضاري العريق الذي تزخر به المنطقتين. ومن جانبه، أشاد السيد فرجيليو موريتزون دي أندراد سفير البرازيل بالرباط بالعلاقات "الممتازة" التي تجمع المغرب والبرازيل، معربا عن عزم بلاده تعزيز هذه العلاقات، خاصة في المجالين الاجتماعي والثقافي، عبر النهوض بالمعرفة المتبادلة وتثمين الموروث التاريخي والثقافي المشترك.